أولمبيك خريبكة ينجوا من كمين الفتح الرباطي بفضل النيران الصديقة..


خبر خريبكة – عبد الله الفادي

فشل مجددا فريق أولمبيك خريبكة لكرة القدم، في تحقيق الانتصار على أرضية ملعبه وأمام جمهوره، عندما استقبل برسم الدورة الرابعة من عمر بطولة القسم الأول الاحترافية لكرة القدم، فريق الفتح الرياضي الرباطي، واكتفى بنتيجة التعادل الإيجابي هدف لمثله، وهو التعادل الثاني بقلب عاصمة الفوسفاط، بعد الأول الذي كان برسم الدورة الثانية أمام غزالة سوس حسنية اكادير، مع العلم  أنه استهل موسمه بالعودة بنفس النتيجة من مدينة آسفي على حساب فريقها الأولمبيك، وبنتيجة هذه المواجهة التي دارت ليلة أول أمس الأحد بداية من الساعة التاسعة عشر، تستمر عقدة استنزاف النقط بعقر الدار تكريسا لواقع حال الموسم الماضي، وتبخر طموح الأنصار في تأكيد تفوق الدورة الثالثة الذي كان على حساب الجار السريع بوادي زم، لكن الأماني لم تكن كافية للفوز على أشبال وليد الركراكي، هذا الأخير  الذي رغم غياب ستة من عناصره المهمة عن هذا اللقاء، ابان منذ البداية عن نيته الصريحة ورغبته الجامحة في مفاجأة الأولمبيك عندما دفع منذ الدقيقة الأولى بلاعبيه إلى الضغط على مرمى أمين الرزين، وهو ما كان وراء بلوغهم هدف السبق في الدقيقة 15 بواسطة باداموسي، بضربة رأسية جميلة من كرة قادمة من زاوية صوبها أيوب سكومة، أمام تجمد عناصر الدفاع التي تركت الموقع أمام القائم الأول حرا طليق بدون أي حراسة وهو ما سهل عليه الأمور، هذا التقدم في المباراة وخلال آخر دقيقة من عمر مرحلة جس النبض منح ثقة أكبر لفريق العاصمة الذي زاد من تحركاته ومناوراته من جميع الجهات وصنع العديد من الفرص الحقيقة التي ضاعت بسبب التسديد الغير مركز و صحوة الدفاع الأبيض بقيادة الربح إيسوف طراوري، والحارس الرزين، الذي كان فعلا رزينا، والسقوط أكثر من مرة في مصيدة التسلل التي كانت وراء رفض هدف ثاني من طرف الحكم محمد النحيح، قبل نهاية هذا الشوط الذي أغضب الجمهور المحلي الذي رغم برودة الطقس حضر بقوة ورفع شعارات الاحتجاج في وجه رشيد الطاوسي بعد نهاية الجولة الأولى مطالبا اياه بتصحيح الأمور، جمهور شجع بقوة وبدون كلل وكان في المستوى لكن يعاب عليه إشعال الشهب النارية التي قد تكلف فريقه غرامة مالية. 

خلال الجولة الثانية انقلبت الأمور فقد نجحت الآلة الفوسفاطية في الدوران بشكل صحيح وأصبحت سيدة الميدان من خلال فرض الضغط على الدفاع الرباطي وارغام عناصره على الانكماش للوراء وهو ما مكن أصدقاء رضى هجهوج، من التناوب على تضيع عدة كرات بعضها كانت جد سهلة لكنها لم تدخل الشباك بسبب غياب التركيز والتسرع والحارس الذي كان  سيد النصف الثاني من هذا اللقاء وتحكم بشكل متقن في مربع العمليات ووقف جدارا منيعا للمحليين قبل أن يستسلم للنيران الصديقة القادمة من أقدام زميله المهدي الباسل، الذي سجل ضد مرماه عندما حاول أن يبعد كرة أرسلها إلى مربع العمليات بعد توغل ناجح لخالد صروخ، في الدقيقة 55 وكان بإمكان المحليين مضاعفة الحصة لولا غياب متقن للمسة الأخيرة وكذلك رأس حربة فعال وهنا لابد من الاعتراف بالفراغ الذي خلفه احتراف القناص خالد الحشادي، واختلطت أكثر أوراق الزوار عندما طرد الغير موفق في هذا النزال الباسل، بعد حصده للورقة الصفراء الثانية قبل صفارة النهاية ب 13 دقيقة، عرف جيدا واليد الركراكي كيف يتعامل معها بالتغيرات وتدبير رقعة الملعب.

وبعد نهاية هذا اللقاء الصعب وخلال المؤثر الصحفي، اعترف ربان الآلة المنجمية رشيد الطاوسي، أن فريقه لم يكن في المستوى خلال الشوط الأول، وأن عناصره كانت محظوظة عندما انهته منهزمة بهدف واحد فقط بسبب عدم انضباطهم والطريقة التي تلقوا بها الهدف ووصفها بالغير المقبولة، غير أنه خلال الشوط الثاني عمل على تصحيح الكثير من الأمور، وهو ما جعل فريقه يستفيق خاصة بعد التغيرات التي مكنته من السيطرة على وسط الميدان واللعب في نصف ملعب الخصم وتسجيل هدف التعادل وكان بالإمكان تسجيل المزيد خاصة في الدقائق الأخيرة، مشيدا بالحضور القوي لحراس الفتح الرباطي، وخلص الطاوسي في الأخير أن المباراة عرفت شوط لكل فريق وأن التعادل منطقي.

من جهته صرح وليد الركراكي، مدرب الفتح الرياضي الرباطي، أن فريقه قدم شوط أول في المستوى العالي وتحكم فيه بشكل كبير وتمكن من التسجيل في الدقيقة 15، لكن خلال الشوط الثاني عاد الفريق الخريبكي بقوة ونجح في إيجاد فراغات في دفاعنا يقول الركراكي، مكنته من التعادل، واعترف وليد أن فريقه ضيع الانتصار خلال الشوط الثاني، كما كان الحال في مباراة المولودية الوجدية التي قال لم تستفد من درسها، ورفض المدرب الرباطي الحديث عن أهداف فريقه هذا الموسم لكون ذلك يقول سابق لأوانه ولا شيء مسطر وأن كل ما يهمه هو البحث عن نقاط الفوز خلال كل مباراة.

وبعيدا عن هذه المقابلة رفض وليد الركراكي، التعليق على تصريح الناخب الوطني الذي تحدث فيه عن ضعف اللاعب المحلي، داعيا الصحافيين إلى عدم صب الزيت على البنزين، غير أنه اعتبر البطولة المغربية هي الأقوى قاريا، بدليل تألق انديتها خلال السنوات الأخيرة على مستوى عصبة الأبطال وكأس الاتحاد، وقال في نفس التصريح انه لا يجب التميز بين اللاعبين الممارسين خارج البلد ولاعبي البطولة الوطنية، فالجميع مغاربة ولهم غيرة على القميص الوطني.