حرف تيفيناغ


حروف تيفيناغ (2)

خبر خريبكة – عبد الكريم العباسي –

حرف تيفيناغ هو الحرف الأصلي لسكان شمال إفريقيا التي كانت تسمى قديما “تمازغا” وتوجد عدة مواقع أثرية ونقوش تدل على تواجده وتداوله الفعلي في هذه المنطقة، وتعرفه موسوعة ويكيبيديا كما يلي:” هي أبجدية قديمة كانت تستخدم في شمال إفريقيا بين الأمازيغ لتدوين اللغات الأمازيغية البربرية المختلفة، وهي أبجدية من أصل فينيقي، تم توثيق أقدم شكل من أشكالها في اللغة الليبية منذ القرن الثالث قبل الميلاد في جميع أنحاء شمال إفريقيا، شهدت هذه الأبجدية عدة تعديلات وتسميات منذ إنشائها حتى يومنا هذا، كالتيفيناغ الليبي والتيفيناغ الصحراوية البربرية و تيفيناغ الطوارق. “ويذكر لنا المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية من خلال مؤلف “مدخل إلى اللغة الأمازيغية”  أوجه تيفيناغ حيث يقول إن هناك عدد كبير من أوجه ألفبائية تيفيناغ، وأن أقدمها ثلاثة أوجه…( الليبي الشرقي، والليبي الغربي وتيفيناغ الصحراوية القديمة)، هذا بالإضافة إلى عدد من الأوجه المولدة الحديثة. ويبقى الوجه الصحراوي الشكل الوحيد من بين تلك الأوجه الثلاثة، الذي تحققت له استمرارية تاريخية في الإستعمال. إذ مازال الطوارق يستعملونه توارثا إلى اليوم على الوجه الذي أسفرت عنه صيرورة تلك الإستمرارية. وهذا الوجه يطلق عليه مستعملوه اليوم تسمية “تيفيناغ”. أما الوجهان الآخران، الوجه الشرقي والوجه الغربي، اللذان لا يذكران في الأدبيات إلا من قبيل الاشارة التاريخية، فقد توقف استعمالهما كنظام للكتابة، لينحصر في الفنون التشكيلية التقليدية، كالزرابي والوشم، والمجوهرات، والهندسة المعمارية، والنقش على الخشب. “وهكذا نستخلص أن حرف تيفيناغ خضع عبر الأزمان للتقلبات الزمانية والمكانية التاريخية وعرف عدة أوجه ليستقر الأمر في المغرب ويتطور إلى حرف مكيف يسمى “تيفيناغ إركام” حيث تمت الاستفادة من كل هفوات ومشاكل الحروف الأجنبية المعاصرة  وما يشوبها من خلل على مستوى النطق أو التموقع داخل الكلمة، وخضع التنقيح لشروط منطقية تضمن البقاء على الرابط التاريخي للحرف، والتكييف مع بنيات الأمازيغية المعيار عند كل تغيير، واختيار السهولة والمرونة في الرسم والكتابة، وتتضمن ألفبائية تيفيناغ ثلاثة وثلاثين حرفا، منها ثمانية وعشرون حرفا صامتا وثلاث صوائت وحرفان نصف صامتان. ولتسهيل تكييف الألفبائية مع الأمازيغية المعيار، كان من اللازم جعل كل ما هو منطوق مكتوب، وبالتالي نجد الألفبائية تحتوي على خمسة حروف مفخمة وخمسة مرققة كمقابل لها كما تحتوي الألفبائية على الطبقيات المشفهة لحرفين صامتين، كما أنها تتضمن حرفا له وضع خاص ويسمى الصائت المختلس أو العنصر السلبي ليحل إشكالية نحوية أثناء النطق والكتابة. وهكذا نستخلص أن حرف تيفيناغ تكيف مع اللغة الأمازيغية المعيار ليصبع أسهل حرف في العالم للتعلم عكس ما يعتقد الكثيرون ممن يتحدثون عن صعوباته دون أن يقتربوا منه ويتعلمونه، فالكثير من الناس وحتى بعض المثقفين والسياسيين ينتقدون الحرف من بعيد دون أن يكلفوا أنفسهم وقتا للتعلم وبالتالي الحكم والإنصاف.