فعاليات مهرجان السينما الدولي للفيلم بمراكش  


 

خبر خريبكة: عزالدين كريران (مراكش)

 

 

واصل المهرجان الدولي للفيلم بمراكش تقليده الخاص بتكريم شخصيات كبيرة في السينما العالمية، حيث كرم أربعة أسماء خلال دورته الـ 18.

 وحضر هذه التظاهرة شخصيات مرموقة من الميادين الإبداعية، وتم تكريم كل من  روبرت ريدفورد، المخرج والمنتج والممثل الأمريكي، كان حضوره إلى مراكش لاستلام النجمة الذهبية للمهرجان تقديراً لمسيرته المتميزة.

و كرم  مهرجان مراكش في  نسخته الثامنة عشرة ثلاث شخصيات لها إنجازات مختلفة و استثنائية، و استقبل قصر المؤتمرات الممثلة المغربية “منى فتو” التي قادت على مدار ثلاثين سنة  حياة مهنية ناجحة، و برتراند تافيرنييه، اللذان أثرا بشكل  كبير في عشاق الفن السابع  بكل من المغرب و فرنسا.

كما كرم المهرجان الممثلة الهندية بريانكا شوبرا، لأول مرة منذ إنشاء المهرجان في الفضاء الأسطوري “جامع الفنا” وسط جمهور غفير اكثر من عشرة آلاف متفرج، و كان لروبرت ريدفورد تأثيره العميق على السينما المعاصرة، على اعتباره أحد الشخصيات الرئيسية والفاعلة على الصعيد الدولي، وتشمل أفلامه المثيرة للإعجاب كلاسيكيات السينما العالمية والنجاح الذي لا ينضب، الى جانب كونه مدافع قوي عن البيئة و صناعة الأفلام المستقلة، حيث أسس معهد ساندانس في 1981.

وقال ريدفورد في تصريح رسمي  للمهرجان: “أشـعر بفخـر كبيـر و أنـا أتلقى الدعوة للحضور إلى مراكـش، إنها فرصة للقاء بالمؤلفين والفنانيـن الذين سيتقاسـمون أراءهم ووجهات نظرهم الخاصـة، شـكرا للمهرجـان الدولي للفيلم بمراكـش على دعوته الكريمة.

كما تم تكريم “برتراند تافرنيي” و هو مخرج و مؤلف و منتج، بعض الأعمال الرئيسية في السينما الفرنسية المعاصرة مثل “القاضي و القاتل”، “حوالي منتصف الليل”، أو “الطُعم”، الى جانب كونه محب كبير للسينما، حيث أصدر العديد من المؤلفات المرجعية حول الفن السابع، فضلا عن كونه رئيسا لـ “معهد لوميير” الرفيع في “ليون”.

 

عن هذه المشاركة، يقول تافرنيي: “تركت مراكش في نفسي ذكريات لا تنسى، والعودة إليها مصدر سعادة لا غنى عنها، العودة ومشاهدة البلاد، وعرض أفلامي والانخراط في حوار مع الجمهور، والنقاش مع الطلبة، ولقاء المخرجين والمؤلفين المغاربة، نساء ورجالا، الاستماع إليهم، ومشاطرتهم التجارب، والاغتناء من كل هذا”.

وستتميز الدورة 18 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش كذلك بتكريم الممثلة المغربية “منى فتو”، التي تعتبر أيقونة حقيقية على شاشة المملكة، إذ بصمت السينما المغربية بسحرها وتلقائيتها وموهبتها طيلة حوالي 30 سنة، فمنذ أول دور رئيسي لها في شريط “حب في الدار البيضاء” عام 1991، واصلت ظهورها المميز في السينما والتلفزة، مؤدية أدوارا صارت راسخة في الذاكرة الجماعية المغربية، ومنتقلة بأناقة وسلاسة بين الأفلام الكوميدية الشعبية والأعمال الدرامية الملتزمة.

ولن تكون بريانكا شوبرا غريبة في مراكش، لأن جمهور المدينة الحمراء يُكِنُّ إعجابا كبيرا للسينما الهندية التي تُعد من أكبر نجومه المشهورين عالميا، إذ هناك الكثير من محبي السينما “المصنوعة في الهند” بالمغرب وبمراكش على الخصوص. فخلال عرض الأفلام الهندية بساحة جامع الفنا  – حيث توضع شاشة عملاقة طيلة أيام المهرجان- تشرع الحشود الحاضرة في ترديد الأغاني والعروض الراقصة لهذه السينما الشعبية الساحرة. ولهذا قرر منظمو التظاهرة تكريمها بهذه الساحة الأسطورية، وسط جمهورها العريض وتضع “بريانكا شوبرا”، التي أدرجتها مجلة “تايم” على قائمة الشخصيات الأكثر تأثيرا في العالم، شهرتها في خدمة القضايا الكبرى من خلال “مؤسسة بريانكا شوبرا للصحة والتعليم

أنا سعيدة بالعودة إلى مراكش بعدما سبق لي المشاركة في المهرجان عام 2012 بمناسبة تكريم السينما الهندية، تقول شوبرا مضيفة : إنه لشرف كبير لي أن أحظى هذه السنة بالتكريم وسط الجمهور المغربي بساحة جامع الفنا.. وهو الجمهور الذي كان دائما يدعمني ويهتم بي طيلة مسيرتي”.