قرار فسخ العقدة مع شركة “أوزون” للنظافة يضع جماعة عين تيزغة في ورطة


خبر خريبكة : بوشعيب الحرفوي

بعد تماطل مقصود ومحاولات عديدة للتهرب من مناقشة اختلالات التدبير المفوض بجماعة عين تيزغة التابعة لإقليم بنسليمان من طرف رئيس الجماعة، وبعد الضغوطات القوية التي مارسها فريق المعارضة الذي أصبح يشكل الأغلبية من أجل تقويم ومعالجة المشاكل والاختلالات التي تعرفها الجماعة، قرر المجلس الجماعي لهاته الجماعة فسخ العقدة المبرمة مع شركة “أوزون” المكلفة بتدبير مجال النظافة بها، حيث صوت لفائدة هذا القرار أغلبية الأعضاء في دورة فبراير الأخيرة.

قرار فسخ العقدة اتخذ حسب مصادر جماعية بناء على مجموعة من الاختلالات التي يعرفها مجال التدبير المفوض الذي تم تفويته للشركة المذكورة منذ حوالي 4 سنوات بمبالغ مالية مهمة تقدر بحوالي 120 مليون سنويا تؤدى لهذه الأخيرة من مالية الجماعة، دون أن يحقق مجال النظافة أي تطور ملموس في تجويد الخدمات، حيث أكدت نفس المصادر للجريدة أن أعضاء المجلس طالبوا عدة مرات بضرورة حضور ممثل الشركة لأشغال الدورات من أجل طرح ومناقشة وحل المشاكل الناتجة عن سوء تدبير قطاع النظافة، إلا أن هذا الأخير ولأسباب غير مفهومة استمر في تجاهل مطالب الساكنة، ولم يكلف نفسه عناء تلبية طلب المجلس الجماعي الذي يعتبر مؤسسة منتخبة تعنى بتقديم الخدمات للسكان وتقوم بتحقيق مطالبهم وبتلبية حاجياتهم في مجالات متعددة ومن ضمنها مجال النظافة والمحافظة على البيئة، إضافة إلى ذلك، تضيف نفس المصادر، أن أعضاء المجلس لا يعرفون أي شيء عن دفتر التحملات الملزمة به شركة “أوزون” ولم يطلعوا على بنوده لمعرفة مدى احترام هذه الأخيرة للاتفاق المبرم مع الجماعة، علما أنهم سبق لهم أن طالبوا من الرئيس تمكينهم من دفتر التحملات، لكنه ( الرئيس) تجاهل هذا المطلب ولم يقم بتقديم هذه الوثيقة الهامة لأعضاء المجلس حتى يتسنى لهم معرفة  مدى تحقيق الشركة المشار إليها لالتزاماتها تجاه ساكنة المنطقة. مما اعتبره البعض منهم تحد وخرق سافر للقانون المنظم للجماعات الترابية.

 الاختلال في تدبير قطاع النظافة جعل الخدمات في هذا المجال تعرف تدنيا ملحوظا بجل المناطق والدواوير حيث تراكم النفايات والأزبال وعدم توفير الحاويات بالشكل الكافي خاصة ب(حد فريد ودوار الكدية…) وفي المقابل تقوم الشركة المذكورة بتنظيف ونقل الأزبال من أماكن بعينها بقرية العيون وبمطار بنسليمان وكذا من أمام بعض فيلات أشخاص بعينهم التي تعتبر مساكن ثانوية، وبالفضاءات السياحية المتواجدة بتراب الجماعة حيث يتم توفير الحاويات ونقل الأزبال بشكل منتظم، علما أن غالبية هؤلاء المحظوظين وفق المصادر ذاتها لا يؤدون الضرائب للجماعة؟ كما أن عملية تنظيف جنبات الطرقات تتم بشكل مناسباتي حيث يقوم المستخدمون بجمع الأزبال المتواجدة بها ورميها في الغابة المجاورة، مما يؤدي إلى تلويثها وتشويه جماليتها.

وقد اعتبر بعض المتتبعين للشأن المحلي أن قرار فسخ عقدة التدبير المفوض لمجال النظافة، من شأنه أن يضع جماعة عين تيزغة في ورطة خاصة أن العقدة المبرمة مع شركة “أوزون” لم تنته بعد، حيث مازالت هناك حوالي 3 سنوات على نهايتها، مما يعني أنه في حالة الفسخ فإن الجماعة مطالبة بتأدية واجبات الشركة خلال السنوات المتبقية من العقدة، خاصة إذا ما لم تقم الجماعة بالمساطر الإدارية الزجرية تجاه الشركة في حالة عدم احترام هذه الأخيرة لدفتر التحملات. وتساءلت نفس المصادر حول مدى استعداد الجماعة لإيجاد البديل لتدبير مجال النظافة بالمنطقة خاصة أن هناك أماكن ومرافق حساسة بترابها كتواجد مطار بنسليمان والتجمع السكني بمركز العيون وسوق حد فريد… علما أنها لا تتوفر سوى على شاحنتين لنقل الأزبال واحدة كبيرة والأخرى صغيرة ؟