مع القاص والمسرحي والممثل: إدريس الطلبي  


حوارات أدبية

كاتب و قصة …

 

خبر خريبكة: عبد الرحمان مسحت

 

في حياة كل كاتب، روائي أو قاص، قصة لم يكتبها وبقيت في ذهنه مرسومة وواضحة المعالم، دون أن ترى النور، لظروف خاصة… لكنها ظلت تطرق قلب وعقل الكاتب من أجل أن تخرج للوجود .. من هذا المنطلق، نجري هذا الحوار الأدبي مع بعض الكتاب، نستفسرهم ونستفزهم حول مشروع أدبي( رواية ـ قصةـ  ديوان ـ نقد ـ  مسرحية ..) لم ير النور، بالرغم من أهميته، ومن خلال ذلك، نعرج على أهم محطاته ونسبر غور حياته الإبداعية …

 

ـ كيف جئت إلى الكتابة ؟ هل كان ذلك بالصدفة أم أن الأمر متعلق بأسئلة وجودية و حياتية ؟

 

إذا كانت الكتابة شغف جميل، نشاغب به قساوة اليومي وشظف المحيط الذي لا يحيط تصبح أيضا مهربا / ملاذا  جميلا نحو جنة إبداعية محلوم بها، و فردوسا للأفكار الحالمة المنبثقة من واقع يجثم على صدور أبنائه، فيصبح التحليق بالكلمة، بالفكرة، نحو أفق رحب هو المهرب والفكاك من شرنقة المعيش القاتل والرتيب والمتكرر في حياة الكاتب / المبدع قبل المتلقي المفترض .. الكتابة هي فن الحياة، فأن تكتب معناه أن “تموت” قليلا موتا إبداعيا طبعا .. في حب كل ما هو جميل .. وتجميل القبيح في عيون قرائه… وتقديم وصفة حقيقية فيها نكهة الإبداع للعالم .

ـ في حياة كل كاتب قصة، لم تكتب أو لم تنشر، فما قصة قصتك التي لم تر النور؟

بكل تأكيد هناك – حكاية- منفلتة / منطمرة /  من  جراب الوقت الآسن  – لم تنشر ولم تر النور بعد ..وفي حياة كل مهتم بالكتابة والإبداع عموما .. بالطبع لي بداية جد متقدمة في كتابة سيرة ذاتية تحت عنوان : “ولد لفقيه”، وهي مسار حياتي منذ مسقط رأسي بقرية بوجنيبة، وبالضبط في بدايات ستينيات القرن الماضي، وما زلت أحمل قطراتها بين أناملي لتفيض روافدا لحكايات صغيرة ألملم بها شتات حياة طفل وشاب وكهل، يدعي ‘إبداعا’ أنه خبر بعض معاني الحياة.. وعشق الحرف إلى حد الهوس، وارتبط به على مستويات أخرى.. من خلال محاولات في كتابة الشعر أو الزجل أو المسرح أو سيناريوهات…أو مقالات بالجرائد الوطنية، أو متابعات وقراءات لبعض الأعمال الإبداعية المختلفة، أو تدوينات على بعض الوسائط الاجتماعية مثل الفايسبوك … وغيره …

ـ هل ما زلت تفكر في كتابتها وجمعها بين دفتي رواية أو قصة، ونشرها بعد أن قضت مضجعك ؟؟ أم أنك تحبذ أن تبقى في ذاكرتك، بعيدة عن عيون القراء والنقاد ؟

بالطبع أتوق إلى نشرها وقبل ذلك إكمال كتابتها .. وتجويدها وتقديمها لقارئ ناقد مفترض، ولمجتمع قارئ نهم في محاولة مني، أولا للتأريخ لقرية كانت أول منجم لاستخراج الفوسفاط …قرية تعلمت فيها أبجديات القراءة على يد والدي الإمام، الذي ظل يؤم المسلمين بالمسجد الكبير بنفس القرية  خلال فترة الحماية  والاستقلال، الحاج محمد بن صالح بن عطي بن حمو  بن سلام  الطلبي،  رحمه الله..ثم التأريخ لمسار شخصي للطفل والشاب ..الذي كنته ذات بوجنيبة وذات خريبكة وذات مراكش كطالب جامعي ….مرورا بفضاء دار الشباب والمخيمات الصيفية، ومساري الجمعوي والفني والمهني، وما تخلل ذلك من أحداث جديرة بأن تروى، لأن المؤهل لكتابة رواية … هو الغوص في التفاصيل وإغنائها بالخيال الرمزي ، كما قال احد الأدباء المغاربة مؤخرا …

ـ برأيك هل كتابتها قد يضيف شيئا للأدب المغربي والعربي و العالمي ؟

أنا أومن أن أي كتابة قد تضيف للمشهد الأدبي والفكري الشيء الكثير،  ولو فكرة طائشة من جراب الزمن، قد تصبح مع توالي الأيام ذات قيمة، شريطة أن تحمل جينات الفكرة الرصينة القادرة على اختراق عقل وقلب قارئ مفترض، له ذواقة أدبية فنية نقدية، وقادر على تمييز الغث من السمين في ظل هذا الزخم والفورة التي يشهدها العالم على كل المستويات … الكتابة قيمة إضافية لسجل البشرية …

ـ و هل تفكر في كتابة قصتك بعد مرور كل هذا الوقت، لتقول لنا إنها تستحق القراءة والوجود والنور ؟

لن أستطيع  أن أصنف أو أحكم على ما أكتب لأفرض رأيي الشخصي جدا على قارئ مفترض وناقد ومتلقي مفترض فأرض الإبداع واسعة والبقاء للجيد والأجود الذي فيه شيء من جودة وجدة وطرافة ومنكهات العمل الأدبي الذي يسعى للخلود في أذهان القراء قبل رفوف المكتبات أو الرقاقات الإلكترونية وكل دعامات التخزين الأخرى … البقاء للأدب  الجيد الذي لا يفنى مع مرور الزمن وتواليه …هناك أيضا اشتراطات إنسانية في كل ذلك … تأمل معي مثلا و على مدى وجود وتواجد البشر على وجه البسيطة أي أدب بقي خالدا واستمر في التواجد ؟؟ اعتقد الأدب الذي يستكنه روح الإنسان ويخاطب الإنسان وعمق الإنسان … الإنسان هو المبتدأ وهو المنتهى في كل عملية إبداعية صرفة ..

ـ قبل أن تكتب، هل تفكر في الجوائز، العربية والعالمية، التي بدت تؤرق مجموعة من الكتاب المغاربة والعرب ؟ أم أن الكتابة بالنسبة إليك مسألة وجود و حياة ؟

الكتابة قبل أن نختزلها في جائزة فهي مسألة إثبات ذات أولا.. ذات مبدعة غايتها نحت اسم جديد ضمن دائرة الكتابة المميزة في كل  شيء كتابة تضيف للعالم شيء مفيد وليس مجرد كتابة لتزجية الوقت والتباهي أو الاصطفاف في طابور ينتظر العدم …الكتابة مشروع قائم بذاته الكتابة حلم ..الكتابة انعكاس لنبض حقيقي لأصوات تطمح للخروج من ظل وضلال الفكرة السوداء إلى نور الكلمة الساطعة في سماء إبداع نقي يفيد ويستفيد ..الجائزة تبقى محفزا واعترافا بمجهود تزند نيران الإبداع في المبدع حتى يضاعف من مجهوده الإبداعي ..نحو الأحسن طبعا ..

ـ هل أنت راض عن أعمالك الروائية والقصصية التي نشرت، أم أنك نادم على نشر بعضها، لأسباب: إبداعية أو فنية أو فكرية أو اجتماعية ؟؟ أم هناك أسباب لا نعرفها وقد تجهلنا أنت نفسك ؟

بعد النشر دائما هناك حسرة على التسرع في نشر بعض الأعمال (التي تتطلب تنقيحا وجرحا وتعديلا دوما ) وهذه ظاهرة صحية في رأيي المتواضع لأن النضج الإبداعي عملية لا تتوقف عند كتابة عمل ما في مرحلة زمنية ما.. فهي عملية مسترسلة في الزمن وعملية الاختمار الإبداعي تتم بالتدريج ومن منا راض بنسبة فلكية على ما كتب ويكتب وسيكتب ؟؟

 

 

 

إدريس الطلبي حافظ

 

فنان مسرحي …

 

ألف بعض النصوص المسرحية:

 

  • كلشي بالقانون شكون دا البغل ؟؟

  • أكثر من صدفة

  • المانيرا (عن القطار الشبح لفرناندو آربال ) حصلت على دعم الترويج (وزارة الثقافة) 2004

  • التعركيبة اللامة لامتنا (في إطار ورشة ) حصلت على دعم الترويج (وزارة الثقافة) 2005

  • كما لو كانت لي حاجة مسرحية للأطفال: حصلت على عدة جوائز

  • مصاصة

  • بساط الرما

  • مشطة و گدم : حصلت على دعم (وزارة الثقافة )2015

  • ومن معه : تأهلت للترويج المسرحي والمهرجان الوطني بمكناس 2011

  • كليشي حول العنف بالمدرسة …

  • فولونطي ….ميخالة

  • صدرت له مجموعة قصصية : بين بين … بدعم من وزارة الثقافة

  • عضو النقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية.

  • ناشط جمعوي …

  • سيصدر له قريبا كتاب : التغريبية الخريبكية وجوه وأماكن من تقديم الدكتور عثمان أشقرى

  • ديوان زجلي: فعلي يلقاني