مهرجان السينما الإفريقية بخريبكة بين الواقع والتحديات


خبر خريبكة: عزالدين كريران 

مهرجان السينما الإفريقية بخريبكة ليس مهرجانا عاديا، بل هو ضرورة لا بد منها، انه مشروع مجتمعي في ما تحوزه من نضج و ارادة تغيير تتجاوز تغيير علاقات الشعوب المقهورة، مبنى اساسا على قوة الصورة و الخيال و الحلم و مشابهة الواقع، و اعادة صياغته و المثابرة و حق التعبير.

ما مكن مهرجان السينما الإفريقية من البقاء منذ سنة 1977 إلى اليوم رغم استمرار هشاشة الإمكانيات و مخاطر التوظيف السياسي محليا، لا زال مستمرا في نهجه و توجهه ولا شيء يوحي بتوقفه لان المهرجان ضرورة.

حقا كانت ولادته عبارة عن لقاء وذات دورات متقطعة  وانتقل من جمعية إلى مؤسسة و أصبح يحظى بالرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، و انتقل من دورتين إلى دورة في كل سنة رغم الإنتاج الأفريقي ضعيف جدا مقارنة مع باقي القارات، و أصبح الامل يجسد أيضا عمقه الأفريقي، ومن مشروعه المستقبلي ان ينظم كل سنتين بالتناوب مع فاسباكو.

وهذا الامل تجسد منذ 1969 بمهرجان الأفريقي فاسباكو وكاد كو ببوركينا فاسو و لا زال اكبر مهرجان على الصعيد الأفريقي.

ساهم مهرجان السينما الإفريقية في ترويج الفيلم الأفريقي عربيا و اوروبيا و التعريف بثقافتها..

في السنوات العشر الأخيرة، أصبحت قيمة الجوائز

تتعدى 400 الف درهم مع العلم أن الجائزة الكبرى عصمان صامبين قدرها 100 الف درهم، و في نفس الظروف تم إقرار جائزة دانكيشوط جائزة الجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب و كل الجوائز تهدى  معها مجسم عبارة عن تروفي يحتوي على خريطة إفريقية وفوسيل فوسفاط منجم اولاد عبدون.

 ومن جهة أخرى، تبقى الندوات  الرسمية تتعلق بالمسائل ذات الصلة القريبة او البعيدة عن السينما الإفريقية، و التي تعرف مشاركة كبار النقاد و المفكرين أمثال  “ابراهيم العريس”  “اوليفي بارلي” ، “بابا ديوب” ، “سارج توبياني” ، “سمير فريد” ، “علي أبوشادي” ، “فريد بوغدير”، “كمال رمزي” ، “ادكار موران” ، “رجسيس دوبر اي” . كل هذه الأسماء تعتبر مراجع في ميادين اختصاصهم.

 ومن خلال تجربتي، فإني اعتقد ان مهرجان السينما الإفريقية بخريبكة، لا بد له كي ينجح في أهدافه، ان يكون له لجنة منظمة ذات تمثيلية موسعة تغطي مختلف الجوانب  منها الإدارية، الفنية و الإنتاجية المالية، ولابد ان يكون له مجلسا اداريا متكونا من المؤسسين و الداعمين و المساهمين مع ميزانية قارة بفضل المجمع الشريف للفوسفاط، كما كان منذ دورته الأولى.

فمهرجان السينما الإفريقية نراه  انه كشافة الحميمية، ومهبط للتعارف والتقاسم خبرات السينما يين الأفارقة.

عزالدين كريران