هل يكون رشيد لوستيك رجل المرحلة داخل أولمبيك خريبكة ؟
خريبكة خريبكة : عبدالله الفادي
الهزيمة الثقيلة أمام المولودية الوجدية افاضت الكأس وعادت بالفريق لرقصة تغيير المدربين..
-
لم يلعب من عمر البطولة الوطنية الاحترافية لكرة القدم إلا ستة مقابلات، حتى وقع الطلاق ما بين أولمبيك خريبكة و مدربه رشيد الطاوسي، وهو الفراق الذي كان جد متوقع وكل المؤشرات كانت تدل على أنه فقط مؤجل ولا شيء يلغيه إلا صحوة حقيقية بالعرض والنتيجة، تعيد الود المفقود بين الربان والأنصار وتعطي ساسة القرار الاطمئنان على فريقهم وأنه قادر على السير في أمان إلى جانب الكبار من جهة وتحررهم من قصوة النقد والعتاب الذي ارتفع ، لكن الطرح الأخير لم يحدث، وكانت الهزيمة المذلة داخل الديار أمام المولودية الوجدية، بحصة عريضة في مواجهة غريبة كان فيها أصدقاء الرزين، عبارة عن أشباح يتلقون الأهداف ويحصدون الأوراق الحمراء، وكأنهم كانوا في مهمة وحيدة هي تسهيل أمور سندباد الشرق من أجل التنكيل بهم، هي التي قطعت شعرة مهام الطاوسي، الذي لم يفهم ما حدث في تلك المواجهة للاعبيه، وشكك في الأمور، ووقع فسخ العقد دقائق قليلة بعد ذلك، قبل أن يعلن عن ساعة رحيله في الندوة الصحفية الاعتيادية التي أعقبت اللقاء، وهو الذي تم استقباله ابان الارتباط خلال منتصف الموسم الماضي بالأهازيج والتمر والحليب، وكان الرهان عليه هو إنقاد الفريق من النزول وبعدها إصلاح كل اعطاب الآلة المنجمية حتى تستعيد دورانها الذي لم يعد طبيعيا منذ مواسم خلت، وفعلا نجح هذا الإطار الوطني في المهمة الأولى وبلغ شط الأمان بخمس انتصارات وسبع تعادلات ضمها إلى حصيلة سلفه جعلته يختم الموسم في الصف الحادي عشر، لكن الأمور لم تسر معه كما تمنى وتمنى معه الجميع، انتصار يتيم خارج القواعد على حساب السريع الذي كان يعيش أزمة نتائج والبقية تعادلات قبل الكبوتين الأخيرتين، صحيح أن المشوار لا زال طويلا و الطاوسي كان يرسل إشارات الاطمئنان ويتحدث عن التطور الذي يراه متواصلا وصعوبة الانتقال من اللعب طيلة سنوات من المناطق الحارقة إلى التنافس على الألقاب، لكن حقيقة الأشياء أن الإقصاء من دور سدس عشر نهاية كأس العرش أمام أولمبيك الدشيرة، الممارس بالبطولة الاحترافية الثانية لم يستسغ خاصة وأن المدرب ضل دائما يلمح انه من طموحاته وأهدافه ليعم الإحباط خاصة وسط الجمهور الذي لم يقتنع بعد ذلك بالعروض التي يقدمها وعدم القدرة على تحقيق نتائج إيجابية داخل الملعب كاستمرارية لواقع حال الموسم الماضي وغيرها كثير من الأسباب التي منها من نتفق عليها وأخرى مبالغ فيها وتتحكم فيها العاطفة أكثر من أي شيء آخر.
الاستقرار التقني ضل من أسباب قوة الفريق الفوسفاطي لسنوات طويلة…
-
كما هو الحال في الجانب الإداري ضل فريق الفوسفاطي لسنوات جد طويلة يتميز عن غيره من بقية الأندية الوطنية باستقراره التقي الذي كان يرى فيه ساسة التسيير واحدا من أساب قوته في الساحة الكروية الوطنية، ويكفي القول على أن الآلة المنجمية بعد عودتها السريعة لقسم الكبار سنة 95 بعد موسم واحد في القسم الثاني مجموعة الجنوب، وإلى حين الفوز بالبطولة الوطنية سنة 2007 تولى قيادتها ثلاثة أسماء فقط الأول هو عبدالخالق اللوزاني الذي فضل المكتب التعاقد معه لكونه يعرف جيدا الفريق وهو الذي ارتبط معه في مناسبتين سابقتين وحقق معه نتائج مهمة بل نافس معه على اللقب ليكون فكر الاستمرارية هي سبب عودة هذا المدرب الذي جاء هذه المرة وهو متوج مع الكوكب المراكشي بالكأس والبطولة وبعدها ناخب وطني واستمر إلى غاية الدورة 20 من موسم 96 / 97 وحقق الفوز بكأس الكؤوس العربية دورة الأردن 96، والثاني مصطفى مديح الذي جاور الفريق في حقبتين خلال هذه المدة الأولى بداية من موسم 97 / 98 وإلى غاية منتصف 99 / 00 ليتولى بعده جواد الملياني المهمة في رحلة طويلة امتدت خمس سنوات كانت لها حسنات كثيرة، حيث أن الرجل عرف جيدا كيف يستثمر عمل مركز التكوين الذي أسسه الفريق سنة 94 مع مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط و تحث اشراف الخبير البلجيكي الشهير -أرمون دوروك – الذي أخضع كل أطره وأطر مدرسة الفريق بكل فئاتها العمرية لدورة تكوينية طويلة؛ و كان وراء بروز عدة لاعبين كبار، فالملياني جاء إلى – أوسيكا – بداية موسم 94 / 95 كمعد بدني قبل خلافة المرحوم مصطفى مديح، الذي عاد مجددا وبنفس العناصر التي تركها سلفه الملياني مع أسماء جديدة ختم مسيرته مع الأولمبيك التي دامت هذه المرة موسمين ونصف بلقب البطولة الوطنية وقبلها كأس العرش وهما أول لقبين للفريق في تاريخه العريق ليتضح أن الاستقرار التقني كان دائما من أسباب تألق الفريق الخريبكي إلى جانب الإداري والمالي والتكوين …
ثلاثة عشر موسم من الضياع وتعاقب عدد كبير من المدربين..
-
لا جدال في كون الاستقرار التقني كان واحدا من أسباب تألق أولمبيك خريبكة، والعمل المنسق والطويل قاد إلى تحقيق أحسن ما في خزانة الفريق، لكن هذه القاعدة النادرة في الفرق الوطنية غابت منذ الفوز بالبطولة ونهاية مهام مصطفى مديح، الذي انتهى عقده بنهاية الموسم ولم يتم التجديد معه، ولأسباب غير مفهومة بل عرفت علاقته بأهم عناصر المكتب نوعا من الفتور، ليدخل الفريق على غير العادة دوامة غياب الاستقرار التقني وتغير المدربين ويكفي أن نقول أنه منذ تلك السنة وإلى حدود منتصف الموسم الماضي، تم التعاقد مع 11 مدرب من مدارس مختلفة مغاربة و أجانب منهم 3 كان الارتباط معهم في مناسبتين وهم الفرنسي فرنسوا براتشي، والمغربيين يوسف المريني، و فؤاد الصحابي، ليكون مجموع الارتباط 14 مرة دون احتساب الأطر التي تتولى المهمة بشكل مؤقت بين رحيل مدرب والتعاقد مع وافد جديد وهذا حدث سبع مرات أرقام تؤكد بالواضح حالة الفريق مع المدربين والتخبط الكبير الذي يعيشه في هذا الجانب..
إخفاق مدربين أم الشجرة التي تخفي فشل المكاتب المسيرة…
أطر بالجملة مغاربة و أجانب، جلها لم تحقيق المطلوب منها وقلة قليلة هي التي كانت في مستوى التطلعات في مقدمتها التونسي أحمد العجلاني، الذي حقق البقاء بصعوبة خلال موسم 13 / 14 بعد أن تولى المهمة في آخر الأنفاس مكان فؤاد الصحابي و حقق في الموسم الموالي الوصافة وراء الوداد البطل لكن بعدها خاصته النتائج و غادر في نصف الطريق وهو الذي دون اسمه بالفوز بلقب البطولة و بنسبة أقل يوسف المريني الذي جاء في الصف الثالث خلال موسمه الثاني في أول حضور، و طبعت حقبته بالكثير من الأشياء التي دفعت الآلة المنجمية ثمنها، كما كان الحال مع آخرين، وهذا يجرنا إلى طرح سؤال، كيف يعقل أن كل هذه الأطر ومن بينها أسماء كبيرة حققت في مسارها إنجازات مهمة فشلت في خريبكة ؟و الأسماء خير دليل مثل ديلبيرو – طاردي – براتشي – عزالدين ايت جودي – الطاوسي – وغيرهم ؟ وهل المشكل هو فعلا تقني أو نتيجة لمجموعة من العوامل السلبية التي تمكنت من الفريق، و ما المدربون إلا الحائط القصير الذي تحمله المكاتب المسييرة المسؤولية و تقدمه قربانا لمفصلة الإقالة من أجل إسكات الجماهير و التغطية على فشلها خاصة و أن كل من يغادر إلا ويصرح أن ظروف العمل غير مواتية؟
بعد المكاتب السابقة هل عادت مجددا عادة إقالة المدربين ؟
عندما تولى مكتب السكتاني ومن معه مسؤولية قيادة الفريق وخلافة الدكتور مصطفى السكادي، راهن عليه الجمهور الخريبكي من أجل تصحيح الأوضاع التي لم تعد تبشر بالخير بعد سنوات من الضياع والهدم الذي طال فريق عمره يقارب قرن من الزمن وله مكانة محترمة في الساحة الوطنية المغربية وفي مقدمة ذلك إعادة الاستقرار التقني الذي غاب لمواسم طويلة كما استعرضنا في الفقرات السابقة، لكن يبدو أنه من الصعب أن يحدث فما هي إلا أسابيع على التكليف حتى تم الفراق مع المدرب محمد أمين بنهاشم، الذي جاء يحمل مشروع عمل مدته ثلاثة مواسم كما اتفق مع السكادي، لكنه لم يعمر إلا شهور بعد أن عاكسته النتائج، و تم جلب مدرب كبير لا أحد يشك في إمكانياته ومؤهلاته الأكاديمية وتجاربه الطويلة ونتائجه المزينة بأكبر الألقاب، لكن بدوره رحل قبل الموعد رغم أن المكتب وفر له كل ما طالب به من جلب كل اللاعبين الذين رغب فيهم وعسكر داخل وخارج المغرب، لكن هذا لم يفد في شيء، لنطرح السؤال هل إقالة المدربين سيستمر حتى مع هذا المكتب أم مجرد خطوات ضرورية قبل العودة لزمن الاستقرار ؟
رشيد لوستيك هل هو رجل المرحلة داخل الأولمبيك ؟
-
ما أن تم الفراق بين رشيد الطاوسي والفريق، حتى تم تعين المدرب المساعد له رشيد لوستيك، لتولي المهمة بشكل مؤقت، بمساعدة نفس مجموعة المدرب الراحل، و كان أول امتحان أمام اتحاد طنجة و تمكن من العودة بالتعادل الذي آداب المخاوف من توالي الانهيار بعد هزيمة وجدة بسبب الإحباط النفسي والغيابات المهمة، لكن الرجل رغم أنه لا يملك العصى السحرية فعمله إلى جوار الطاوسي سهل عليه الأمور وهو العارف بالضاهر والخفي في بيت الأولمبيك، وكما كنا سباقين إلى إثارة قرب رحيل المدرب السابق نعود اليوم لنؤكد أن لوستيك، يقترب بالتدريج من التوقيع والتحول من مؤقت إلى رسمي، ومرد ذلك أن المكتب المسير لا يرغب في هدم كل شيء بل مواصلة العمل المنجز خلال عشرة أشهر خاصة وأنها لم تكن كاملة سلبية والتي كان للوستيك، نصيب مهم فيها، وأن كل شيء رهين بمباراة الوداد البيضاوي التي إذ ما نجح في تحقيق نتيجة إيجابية خلالها فسيجلس على طاولة الحوار مع السكتاني، ومن دليلنا على ذلك أن الفريق لم يفتح المفاوضات مع أي إطار آخر رغم العروض الكثيرة وبأرقام كبيرة التي تقاطرت عليه، ومن المعلوم أن رشيد لوستيك يتوفر على كل الشواهد الأكاديمية التي تخول له قيادة فرق الدرجة الأولى الاحترافية ليكون السؤال هل سيتم تكرار تجربة الملياني الناجحة معه ؟