الجماهير الخريبكية تحمل المكتب المسير للفريق مسؤولية الانطلاقة الكارثية وتطالب بالتغيير


????????????????????????????????????

خبر خريبكة : عبد الله الفادي

تعذب فريق أولمبيك خريبكة لكرة القدم كثيرا خلال الموسم الماضي، قبل أن يتمكن فيما يشبه المعجزة التي رافقته في الدورات الخمسة الأخيرة من الحفاظ على مكانته في البطولة الوطنية الاحترافية الأولى، وساعده في ذلك تهاوي فرق أخرى في مقدمتها النازلين المولودية الوجدية والمغرب الفاسي، عندها اعتقد الجميع أن ساسة القرار داخل هذا الفريق الذي كان إلى وقت قريب من أقوى وأهم الأندية الوطنية، سيستنفدون من الدرس جيدا ويعملون على تصحيح كل السلبيات وما أكثرها حتى تستعيد الآلة المنجمية، على الأقل شيئا من هبتها المفقودة، وعول الكل على الجمع العام العادي السنوي ليكون محطة للمحاسبة ووضع الأصبع على مكان الداء، غير أن الأمور سارت في الاتجاه الذي يخدم مصالح البعض داخل المكتب، فالغالبية انخرطت في تقديم أعذار واهية وحملت معها شماعات علقت عليها أسباب النكسات التي تحيط بالفريق من كل جانب سواء من الناحية الإدارية أو الحصيلة التقنية، بل هناك من جعل من تصريحات المدرب السابق أحمد العجلاني، التي أعقبت مباراة نهاية كأس العرش، السبب الرئيسي للحصيلة الكارثية، ليحمل 20 منخرطا بأصواتهم العلنية مجددا السكادي، الذي اتسمت ولايته بجملة من النكسات التي أضرت بالفريق وسمعته التي كانت تجد الاحترام من طرف كل هيئات ومكونات الكرة المغربية، كان من بينها فضيحة ضياع أو تضيع ـ الله اعلم ـ رخص الأطر التقنية والإدارية خلال نزال النادي القنيطري، الموسم  الماضي بملعب 18 نونبر بمدينة الخميسات، ومرت على الجميع بردا وسلاما وكأنها شيئا عاديا لا يستحق التحقيق والمحاسبة الجدية، على الأكتاف لفترة جديدة مدتها أربعة سنوات ومنحه صلاحية تكوين مكتبه المسير بعد أن وجد نفسه مرشحا وحيدا في ضل انسحاب كل المنافسين له من سباق الترشح بدون تقديم أي مبررات وهو ما جعل الشارع الخريبكي، حينها يتحدث ولو في غياب ما يثبت عن مسرحية محبوكة، ووحده المرشح نيزاز السكتاني، علل انسحابه بما وصفه بالمساومات على المناصب التي تعرض لها وأنه سيعتزل نهائيا التسيير الرياضي ضدا على هذه الممارسات، و لم يحدث التغير الذي ضلت الجماهير الخريبكية، التي بحت أصوتها من المناداة به، خاصة في وقفاتها الاحتجاجية  لكنها وجدت الأذان الصماء، ليتأكد من حينها أن أولمبيك خريبكة، مازال سيعيش الأيام العجاف، وهو ما حدث فالفريق لم يتكلم طيلة الثلث الأول من عمر البطولة إلا لغة الهزائم في أسوء بداية على الإطلاق في تاريخه مند صعوده لقسم الكبار سنة 1983 إذ تجرع مرارة الخسارة في سبع مواجهات ثلاثة منها في قلب ملعبه وأربعة خارجه ولم يحقق إلا فوزين واحد بملعب الفوسفاط والثاني بالحسيمة على حساب شبابها وتعادل وحيد أمام الرجاء الرياضي البيضاوي هنا بخريبكة، والمسؤولية في هذه الحصيلة الغير اللائقة يتحملها بدون أي شك المكتب المسير ومعه المدرب محمد يوسف المريني، الغير المأسوف على رحيله والذي يمكن القول أن التعاقد معه كان بمثابة الخطيئة الكبرى التي تم ارتكابها خاصة وأنه مرفوض من طرف الشارع الكروي الخريبكي، الذي لم يغفر له بالمرة التصريحات التي كان قد أطلقها عندما كان ربانا للفريق في الفترة الأولى والتي اعتبرت حينها مسيئة للوصيكا والمدينة ككل، 

 

 الذين عملوا على إفراغ الفريق من أهم عناصره المهمة من حجم وقيمة إبراهيم البزغودي والمدافع الشاب جواد اليميق والحارس المحنك محمد أمين بورقادي ورشيد تبركانين ولاسانا فاني، وغيرهم من الأسماء تحت ذريعة أن هؤلاء قدمت لهم عروضا مغرية من طرف الأندية التي انتقلوا لها لا طاقة لخزينة الفريق على مجاراتها، وهذا مبرر غير مقبول ومرفوض، بل أن أولمبيك خريبكة وضعيته المادية جد مريحة ولا تقل بالمرة على ما تنفقه غالبية الفرق الوطنية في ضل الدعم المالي القار والمهم الذي تخصه به مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، دون احتساب العيني الذي تضعه هذه المؤسسة بسخاء رهن إشارة الفريق، وآخرون غادروا بسب اختيارات المدرب التقنية، كل هذا دون أن يتم تعويضها بعناصر متمكنة تملك من التجربة والخبرة ما يؤهلها لإعادة التوازن للوصيكا، وغالبية اللاعبين الذين تم انتدابهم لحد الآن بدون أي إقناع  وغير قادرين على منح الثقة لزملائهم الذين هم نتاج لمدرسة الفريق، لتجد مجموعة نفسها عاجزة عن مجريات إيقاع البطولة الوطنية وقبلها منافسات كأس العرش التي غادرتها بشكل مبكر.

وغيرها من الأسباب الموضوعية التي ترخي بضلالها منذ وقت ليس بالقصير ووصلت بالفريق إلى حالته الحالية، وهو الذي كان دائما من أقوى الأندية الوطنية من حيت الحصيلة الكروية وأحسنها من حيت التسيير الذي كانت تعتبره بقية الفرق نموذجيا في كل شيء لكن مند رحيل مجموعة من الوجوه المتمكنة والمحنكة خاصة المنتسبة لأطر إدارة الفوسفاط، التي يحن الجمهور الخريبكي لزمانها تغيرت الأمور…على العموم لا داع الآن لتوغل أكثر في هذه النقط  و ليست الظرفية مواتية لها مادام مكتب السكادي، استفاق من غيبوبته الطويلة واستجابة لضغوطات الجمهور ووقع على الفراق مع المريني، وتعاقد مع أطر تقنية جديدة على رأسها ايت جودي، الذي يحاول الآن ترميم ما يمكن ترميمه والخروج بأقل خسائر من المباريات المتبقية على مرحلة الانتدابات الشتوية من أجل تعزيز الفريق بعناصر لسد أماكن الخصاص، وهو المدرب الذي يراهن الكل على خبرته الطويلة ويعلق عليه الآمال وعلى خبرته وسيرته الذاتية الثقيلة التي تتمشى مع فريق عمره يقارب القرن من الزمن، وكان دائما موطننا لكبار المدربين، للتاريخ المهدي فريا، ربان أسود الأطلس في مونديال 1986 وربان الجيش الملكي في أحسن حقبة في تاريخه، والأوكراني يوري، الذي قاد الوداد البيضاوي لمجموعة من الألقاب على رأسها بطولة إفريقيا للأندية البطلة قبل زمن العصبة، وعبد الخالق اللوزاني، الذي من هنا ذهب ناخبا وطنيا وعبد الله بليندا، ربان المنتخب في كأس العالم 94 ومصطفى مديح، وغيرهم كثير من الكبار ولم يكن يوما مكانا لمدربين من الدرجة الثانية كما أصبح يحدث خلال السنوات الأخيرة.