الجمهور الفوسفاطي يطالب بإخراج المركب الموعود لأرض الوجود.  


 

خبر خريبكة : عبدالله الفادي

 

بعد فوزه الأخير بملعبه وأمام جمهوره على فريق الجيش الملكي بهدف لصفر، رفع خلالها سقف طموحه في احتلال إحدى الرتب المتقدمة المؤهلة لإحدى المنافسات القارية أو العربية، حل فريق أولمبيك آسفي بمدينة خريبكة يوم السبت، لمواجهة فريقها الأول برسم الدورة 26 من عمر البطولة الوطنية الاحترافية اتصالات المغرب، وكله رغبة وطموح  في كسب دربي الفوسفاط .

ويتسم دربي الفوسفاط بالندية لمجموعة من العوامل بحكم أن ذاكرة الجمهورين تحتفظ بالكثير من الذكريات لمقابلات كبيرة بين الكرة المسفيوية و الخريبكية، في سنوات الممارسة في الأقسام الدنيا قبل صعود الثانية على حساب الأولى في مباراة السد قبل 35 سنة خلت، وإسقاط الآلة المنجمية أمام عيون جماهيرها العريضة، وهي المنتشية بالفوز المهم الذي حققته خارج الديار على حساب الجريح المهدد بالنزول الكوكب المراكشي، إلى جانب التحفيز المالي للاعبين من طرف المكتب المسير من أجل إنهاء المعاناة وقطع خطوة عملاقة نحو ضمان البقاء مع الكبار، وربما ركوب التحدي الذي أصبح يسكن الجمهور الخريبكي وهو احتلال الصفوف الأمامية خاصة وأن الفرق بين فريقهم وحسنية اكادير صاحب الصف الثالث لا يتجاوز خمس نقط قابلة للذوبان.

وبعدا عن كل التوقعات والحسابات، كانت الكلمة لأرضية الملعب، قدم الفريقان مقابلة كبيرة وفي مستوى التطلعات، استمتع خلالها الجميع بعروض محترمة وثمانية أهداف دفعة واحدة، عندما تعادل الفريقين بأربعة أهداف لمثلهما، في نتيجة عادت مجددا لتغضب أنصار الأولمبيك، بعد اضاعة الفريق انتصار في الوقت بدل الضائع من عمر النزال، مكتفيا للمرة الخامسة على التوالي بملعبه وبنفس الطريقة بنقطة وحيدة، مع استمرار الأخطاء الدفاعية القاتلة التي تتكرر بشكل غير مقبول، وهذا هو التعادل الحادي عشر للفريق هذا الموسم رفع من خلاله رصيده إلى 32 نقطة أبقته في الرتبة العاشرة وهو الذي حقق سبع انتصارات والبقية هزائم، بينما بلغ أولمبيك آسفي 36 نقطة وفي رتبة مريحة.

وافتتح الفريق الخريبكي حصة التسجيل مبكرا بداية من الدقيقة الثالثة بواسطة لاعبه رضى الهجهوج، الذي عاد ليضاعف الحصة في الدقيقة 22، وهو ما جعل الجميع يتوقع أن المحلين يسيرون نحو تحقيق فوز سهل، لكن طموحات أشبال الدمعي، كبرت عندما بصموا على الأول وبعده التعادل بواسطة “جكوفي بوا”، على توالي في الدقيقة 53 و 44 وهي نتيجة الشوط الأول التي زرعت الشكوك في نفوس الجمهور الأخضر الذي أصبح يتخوف من قلب الطاولة على فريقه.

 وجاء شوط المدربين غنيا بالفرجة والأهداف، وكما كان الحال في النصف الأول كان الأولمبيك المحلي سباقا لبلوغ المرمى وتسجيل الهدف الثالث في الدقيقة 57 ودائما بواسطة نجم اللقاء رضى الهجهوج، الذي بصم على – الهاتريك – لكن فرحتهم لم تدم بعد تعديل وليد الصبار لفريقه، ولم يتوقف طموح الفريقين عند هذا الحد يبحث عن بلوغ الرابع هربا من نقطة لا تسمن ولا تغني من جوع، وهو ما تحقق لأوصيكا في الدقيقة 77 وهذه المرة بواسطة هداف الفريق خالد حشادي، الذي سجل هدفه الشخصي العاشر هذا الموسم في سباق التنافس على هداف البطولة الذي يتسيده قلب الخط الأمامي للنهضة البركانية لابا كودجو ب17 اصابة، وعندما كان الأشباح ومعهم كل جمهور الآلة الفوسفاطية، يحتفلون بالفوز خاصة بعد دخول المباراة الدقيقة الأولى من الوقت بدل  الضائع، عاد فريق أولمبيك آسفي، في النتيجة وسجل التعادل الذي نزل على أصدقاء الحارس ياسين الحواصلي، مثل الصاعقة من توقيع كمال ايت الحاج، الذي أشعل مدرجات الضيوف، حيث شكل التعادل الحادي عشر في تاريخ المواجهات بين الفريقين في البطولة، مع العلم أن أولمبيك خريبكة فاز في عشر مواجهات وكسب القرش المسفيوي 7 لقاءات.

    الجمهور الخريبكي عاد مجددا خلال أطوار هذه المقابلة، لترديد شعارات وحمل لافتة عبر من خلالها عن محنته الكبيرة مع ملعب الفوسفاط الذي تجاوزه الزمن، وهو من أول الملاعب التي بنيت في المغرب على يد المعمر الفرنسي قبل 97 سنة خلت، ولم يعد يليق بالمرة بقيمة الفريق وحجم المدينة ولا حتى الشركة المواطنة التي تملكه وتعتبر الأب الشرعي للأولمبيك ودعمه الدائم، رغم الإصلاحات المتكررة التي خدع لها خلال السنوات الأخيرة والتي صرفت عليها ميزانيات مالية جد دخدمة، لم تحل بالمرة المشكل وتبقى ترقيعية فقط، هذه الجماهير طالبت بضرورة التعجيل بإخراج الملعب الكبير الموعود مند سنوات إلى أرض الوجود، ونظم صوتنا اليها ونتمنى من الجهات المسؤولة ضرورة التحرك وفي مقدمتها مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط من أجل التعجيل بحل هذا المشكل خاصة وأن كل الأخبار القادمة من داخل هذه الإدارة تتحدث عن استعدادها للانخراط في هذا المشروع، ولا يعرف سبب التأخر ومن يقف حجرة عثرة في طريق هذا المطلب الجماهيري المرفوع مند سنوات ليست بالقرية.

تصريحات المدربين:

رشيد الطوسي مدرب أولمبيك خريبكة، نوه بالمستوى الذي قدمه الفريق معتبرا أن الجماهير الخريبكية و المسفيوية و المغربية بصفة عامة  تمتعت بطبق كروي جميل، وواصل في تصريحه لوسائل الإعلام الوطنية التي غطت المقابلة، أمه نازل فريقا عنيدا لا يستسلم ويتمتع لاعبوه ببنيات جسمانية قوية، لكن لاعبوه قدموا عطاء جيد وتمكنوا من تسجيل أربعة أهداف،  رغم افتقادهم بعض الجزئيات التي تضيع عليهم التركيز وتكلفهم غاليا.

ومن جهة ثانية،  أكد المدرب الفوسفاطي جوابا عن سؤال لجريدة ” خبر خريبكة ” علاقة  بالأخطاء الدفاعية الكثيرة التي تتسبب في تلقي الفريق لأهداف تضيع مجهود الفريق ككل وتحرمه من الفوز، قال رشيد الطوسي، أنه لا يمكن الحديث عن فشل لاعب أو خط من الخطوط على اعتبار أن العمل والبناء جماعي بوجود منظومة دفاعية تتطور والنقط التي جناها الفريق في مرحلة الإياب نتيجة لذلك، وختم مدرب الأولمبيك حديثه في هذا المؤثر الذي تحدث عن العديد من النقط الأخرى بتهيئة مكونات رجاء بني ملال بالصعود وعودته لمكانه الطبيعي كفريق له مكانته في الخريطة الكروية الوطنية وأنجب لاعبين كبار ومن الأوائل الذين فازوا بالبطولة.

    هشام الدمعي قائد القرش المسفيوي، أكد أن المباراة عرفت مراحل مثيرة من خلال تسجيل 8 أهداف، مشيرا الى أنه اشتغل على نقط ضعف الفريق الخريبكي، وهو ما مكنه من تسجيل 4 أهداف. وفي المقابل، اعترف بقلقه من الطريقة التي تلقى بها فريقه الأهداف، مشيرا أن الإيجابي هو ردة فعل لاعبيه والنقطة المحقق والتي أعتبرها مهمة أمام فريق وصفه بالجيد.