الوداد البيضاوي يدك شباك أولمبيك خريبكة ويعمق جراحه


 

 

خبر خريبكة: عبدالله الفادي 

 

بعد نتيجة التعادل وسط الأسبوع الماضي أمام اتحاد طنجة بملعب هذا الأخير، و تقديم مستوى مقبول في مباراة مؤجلة عن الدورة السادسة، اعتقدت  الجماهير الكروية الخريبكة، أن الهزيمة الثقيلة أمام المولودية الوجدية، والتي عجلت برحيل المدرب رشيد الطاوسي، كانت مجرد كبوة عابرة، وأن الآلة المنجمية ستستعيد دورها الطبيعي خلال  المباراة التي جمعتها بعد عصر أول أمس الأربعاء،  برسم لقاء مؤخر عن الدورة السادسة من عمر البطولة الوطنية الاحترافية أمام الوداد الرياضي البيضاوي بمركب الفوسفاط، والتوقيع على انطلاقة جديدة تمكن الفريق من  حرق المراحل في سلم الترتيب والابتعاد عن الصفوف الأخيرة.

و من جهة ثانية العمل على القطيعة مع عقدة التواضع داخل الملعب بقيادة المدرب المؤقت رشيد لوستيك، الذي أرسل قبل إجرائها كل إشارات الاطمئنان للأنصار معتبرا أنها كغيرها من اللقاءات سيتم خوضها بدون مركب نقص وبطموح البحث عن ثلاثة نقط تكون بداية لمرحلة جديدة، لكن واقع الحال على رقعة الميدان كان بعيدا كل البعد عن الأماني و التصريحات، فريق الوداد الرياضي البيضاوي لم يجد أي صعوبة تذكر في هزم مضيفه بحصة مذلة أربعة لصفر.

الوداد البيضاوي، الذي خاض قبل الحضور إلى خريبكة بطموح العودة إلى المنافسات المحلية بقوة والارتقاء إلى الصفوف الأمامية، خمس مقابلات فقط، بسبب انشغالاته العربية والقارية، حقق خلالها ثلاثة انتصارات وتعادل وحصد هزيمة واحدة، بلغ  مبكرا شباك مضيفه وبالضبط في الدقيقة السادسة بواسطة بابا توندي ، الذي استغال بذكاء الخطأ المشترك للاعبي خط دفاع أولمبيك خريبكة، الذي بدل التحرك والقيام بردة فعل تمكنه من العودة في النتيجة، تحولت عناصره إلى أشباح، تتفرج على الضيف الثقيل الذي ضاعف الحصة من  ضربة خطأ مباشرة سددها بدقة عالية بدر كدارين، في الدقيقة 13، ولم يتأخر الهدف الثالث كثيرا بعد أن أصبحت  كل الطرق تؤدي إلى الشباك الخضراء، والموقع هذه المرة إسماعيل الحداد في الدقيقة 16، فضل بعدها الربان الأحمر زوران مانولوفيتش، تنزيل الإيقاع واللعب بهدوء كبير وتنويم الكرة في الغالب وسط الميدان، ولم تنفع كل التغيرات التي أقدم عليها لوستيك، وأتمها قبل نهاية عمر المقابلة ب 26 دقيقة في تغير أي شيء، وقف النزيف عندما عاد بابا توندي، للبصم على هدفه الشخصي الثاني والرابع في مقابلة لم تكن متوازنة بالمرة، في الدقيقة 75، وكان بإمكان وداد الأمة الذي حقق انتصارا جد سهل وبدون متاعب تسجيل المزيد من الأهداف لولا التسرع أمام فريق صنع طيلة 90 دقيقة محاولة واحدة حقيقة للتوقيع.

وتوقفت المقابلة لمدة خمس دقائق خلال الشوط الأول مباشرة بعد تسجل الهدف الثالث، بسبب اجتياح مجموعة من أنصار أولمبيك خريبكة  لأرضية الملعب، وهو ما قد يعرض الفريق للعقوبة من طرف اللجنة التأديبية التابعة للجامعة الملكية المغربية، ووفق التقارير التي سترفع من طرف الحكم عبدالعزيز لمسلك الذي أدار هذا النزال بمساعدة كل من زكريا بريسني وإكن بوعزة، وكذلك مراقب المباراة، ومن جهة ثانية عرفت شوارع مدينة خريبكة، بعد خروج الجماهير الغاضبة، من الملعب أعمال شغب خطيرة، تسببت في خسائر كبيرة في الممتلكات الخاصة والعامة، واستهداف التخريب على الخصوص السيارات وحافلات النقل الحضري وبعض واجهات المحلات التجارية، وعاش المواطنون خاصة وسط المدينة حالة رعب كبيرة بسبب الهجوم عليهم بالحجارة، كما دخل هؤلاء المخربين في مواجهات عنيفة مع القوات الأمنية، هذه الأخيرة بذلت مجهودات كبيرة من أجل احتواء الأمر وإعادة الهدوء وتطلب ذلك ساعات طويلة وإلى وقت متأخر من الليل، وتم على خلفية ذلك اعتقال عدد مهم من المشتبه فيهم  ووضعهم رهن الحراسة النظرية، وتم الإبقاء  الجماهير الزائرة داخل الملعب لوقت طويل إلى حين ضبط الأمور وتأمين مغادرتها بدون أي مشاكل ووسط حراسة أمنية كبيرة.

وفي الندوة الصحفية التي أعقبت هذه المباراة قال مدرب الوداد الرياضي البيضاوي الصربي زوران مانولوفيتش، أن الفوز بحصة عريضة اربعة لصفر، يؤكد أن فريقه كان جيدا في هذه المقابلة وتحكم في كل أطوارها، معتبرا ذلك نتيجة مجهود وعمل كبير يقوم به لاعبوه الذين كان بإمكانهم يقول، الفوز بحصة أكبر لولا تضيعهم لمجموعة من الفرصة، ونفى أن فريق أولمبيك خريبكة كان سهلا في اللقاء مؤكدا أنه كذلك بدل مجهودا كبيرا وصنع عدة فرص لم ينجح في ترجمتها إلى أهداف، وقال المدرب الودادي، أن فريقه اختار بعد تسجيل الهدف الثالث تنزيل الإيقاع والسيطرة على وسط الملعب من أجل توزيع الجهد على كل أطوار اللقاء خاصة وأن الفريق لعب عددا كبيرا من المقابلات في ظرف أسبوعين وتنتظره مواجهات أخرى، وختم حديته بالقول أنه يحب الوداد ويحترم جمهوره ولكنه يعيش الكثير من المشاكل.

المدرب أولمبيك خريبكة المؤقت رشيد لوستيك، اعتبر النتيجة جد قاسية، وأن هناك مشاكل نفسية، بسبب الضغط الكبير الذي أصبح يلعب تحته الفريق، مشيرا أن الوداد البيضاوي استغل بعض الهفوات في الدفاع وسجل ثلاثة أهداف مبكرة نالت من لاعبيه، مؤكدا انهم حاولوا خلال الشوط الثاني الدخول في المقابلة وتحكموا نسبيا في الأمور ولم ينجحوا في تسجيل الفرص التي أتيحت لهم من أجل العودة في النتيجة أو على الأقل تقليصها، معتبرا التواضع داخل الملعب عقدة ويجب التغلب عليها، وهناك أشياء كثيرة يجب القيام بها من أجل الخروج من هذه الوضعية ولا يجب أن تقال بل تنجز في الحصص التدريبية، موضحا أن الهزيمة داخل الميدان ليست نهاية العالم فكل الفرق يحدث معها ذلك وتعود للتعويض خارجه، معتبرا أولمبيك خريبكة فريق كبير وسيعود لسكة الانتصارات داعيا إلى الحفاظ على لحمة كل المكونات.

النتيجة تطرح أكثر من علامة استفهام حول الحالة التي وصلها الفريق الخريبكي، وبشكل غير مفهوم رغم توفر كل الظروف التي تساعد على التألق بدل حصد النتائج السلبية وتلقي الهزائم العريضة، والضرورة أصبحت تتطلب التحرك من أجل وقف هذا النزيف قبل فوات الأوان.

وبعد لعب جميع مقابلاته المؤجلة يحتل أولمبيك خريبكة الصف 14 بمجموع 7 نقاط حصيلة فوز واحد وأربع هزائم والبقية هزائم في حين ارتقى الوداد إلى الصف الثالث ب 13 نقطة وفي حساباته مؤجلين.