عبيدات الرما…تجربة فنية واعدة لصيانة التراث اللامادي بوادي زم  


 

88

خبر خريبكة : نورالدين قنديــل

بعد سلسلة من المشاركات المهمة والناجحة، تستعد مجموعة عبيدات الرما(لخوت) بمدينة وادي زم، لإحياء عدد من السهرات الفنية التراثية، وذلك بمناسبة موسم الصيف المقبل.

وأكد رئيس المجموعة الفنان في تصريح صحافي أن المجموعة، والتي حلت ضيف شرف فنية على قافلة طبية نظمتها جمعية داء السكري بوادي زم مؤخرا، بشراكة مع الجامعة المغربية لداء السكري، تراهن في المستقبل على تحقيق الفرجة الراقية للجمهور، بناء على اختيارات دقيقة تراعي مختلف الأذواق لعدد من الأغاني التراثية والشعبية التي اشتهرت بها.

وأضاف الصابر رئيس جمعية عبيدات الرما (لخوت) للتراث الشعبي ان المجموعة التي تستمد قوتها من روح الإخوة التي تجمع أفرادها، و روح صيانة الذاكرة الجماعية والتراثية المحلية، والحفاظ على الموروث الشعبي المحلي والوطني، اعتبارا لما يمثله فن عبيدات الرما من تراث لامادي غني يميز منطقة وادي زم وورديغة بشكل عام.

و اكد ان مدينة وادي زم التي تعتبر مشتلا حقيقيا للمجموعات التراثية، خصبة من الناحية التاريخية والثقافية والفنية، بالنظر الى الحضور القوي للمدنية في الوجدان الجماعي والفردي لأبناء المقاومة، بحكم أن مدينة الشهداء وقبائل المنطقة، لعبت دورا بطوليا لا يستهان به في حماية الوطن، ونيل المغرب الاستقلال والانعتاق من ربقة الاستعمار.

وشدد على ان المجموعة تستحضر بكل فخر واعتزاز، هذا المعطى التاريخي والنضالي للمدينة ولقبائل المنطقة، حيث تتغنى بذلك في أغانيها التي تمجد تاريخ البطولات والأمجاد لأبناء المنطقة، مبرزا ان المجموعة تستمد قوتها من حضورها الفاعل والرزين طيلة 13 سنة في الساحة الفنية، ما أهلها لتكون من بين ابرز وأجود الفرق التراثية الجادة والتي تحظى بحب وإعجاب الجمهور محليا وإقليميا ووطنيا ودوليا.

وعدد رئيس المجموعة فيضا من المشاركات الوازنة التي ميزت المجموعة، وبخاصة في الأسبوع الثقافي لوادي زم، وحفل تكريم نظمه المجلس البلدي السنة الماضية، وموسم مولاي عبد الله امغار بالجديدة، فضلا عن مشاركات كثيرة مع جمعيات ومؤسسات وسهرات فنية، ما يجعل من فن عبيدات الرما الذي تمارسه المجموعة بكل مهنية، فنا رفيعا محترما، مميزا متفردا، في اللباس والأدوات النقرية والرقصات والأغاني، وهو ما أهل المجموعة لترقى الى مصاف المجموعات المحترمة التي تقدم فنا نبيلا يروق المتلقي في كل المناسبات.

كما اشار الى ان الفرقة تستند في مسيرتها الفنية على تجربة مميزة، ورصيد فني مهم لشيوخ عبيدات بقبائل المنطقة، و يتأتى في مقدمتهم قيدوم فن عبيدات الرما بقبيلة(اسما علة) الشيخ (المير) الذي تعتبره المجموعة النبراس الحقيقي الذي أضاء طريقهم الفنية، بالنظر الى ما يتميز به هذا الشيخ من تجربة فذة في هذا المجال، والذي تربت على يديه الكثير من الأجيال الفنية.

وكشف أن المجموعة مقبلة على عقد شراكات مع جمعيات وشركاء، ومشاريع فنية مهمة كإصدار البوم غنائي جديد، وتنظيم ملتقى للتراث عبيدات الرما، فضلا عن إنشاء مدرسة لصيانة هذا التراث اللامادي، داعيا بالمناسبة كل الجهات المعنية من وزارة الثقافة وعمالة إقليم خريبكة والمجالس المنتخبة والمجمع الشريف للفوسفاط ومجلس جهة بني ملال خنيفرة، وكل المؤسسات المعنية بالتراث اللامادي، إلى الاهتمام بهذه المدينة التي طالها التهميش والنسيان، ودعم تجربة ومشاريع جمعية عبيدات الرما لخوت للتراث الشعبي، وذلك من اجل إخراج المدينة من الجمود الفني والثقافي الذي تعيشه.