كلمة افتتاحية :هيئة التحرير

إطلاق جريدة رقمية تستجيب لتطلعات المتلقي، ليس بالأمر السهل في ساحة تعج بالعناوين، بل هو تحدي حقيقي ومغامرة يصعب التكهن مسبقا بنتائجها، مهما كانت خبرة وتجربة من سيتولون المهمة ويشرفون عليها، وتتضاعف أكثر هذه المسؤولية وتزداد صعوبتها لمجموعة من العوامل والعوائق التي يتمرغ فيها الإعلام الجهوي الإلكتروني في بلادنا، ولا داع بالمرة للحديث عنها ما دمنا قد ركبنا هذه السفينة وكلنا ثقة في النفس من أجل كسب الرهان والمساهمة في خلق صحافة تمثل صورة أخرى من الإعلام المواطن الذي يدعم العقد الديمقراطي ويعمق المسار المؤسساتي ويكون له تأثير وإشعاع كبيرين في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والرياضية .

نقص شريط انطلاقة هذا المنبر، الذي تكمن قوته  في كون معظم الأقلام التي ستعمل داخله،  ليست بالدخيلة على مهنة المتاعب، بل نابعة من رحمها، بعد أن راكمت تجربة طويلة بالجرائد الورقية وتملك من الخبرة ما يؤهلها لكسب الرهان، بكل مهنية وفق ما يخدم أخلاقيات المهنة، وفق ما هو  متعارف عليه دوليا، رهانها التحلي بالمسؤولية والعقلانية في خدمة المتلقي، الذي نعاهده على الكفاح من أجل حقه في المعرفة و التوصل بالإخبار الساخنة والاطلاع على كل المستجدات بمختلف الميادين و بكل مصداقية وشفافية ونزاهة، مع تقديم المعلومة الصحيحة والأخبار الموثقة وتحليلها الى جانب التحقيقات والربورتاجات والتطرق لكل الطابوهات المسكوت عنها، ليس بغرض البحث عن الإثارة، بل من أجل وضع الجميع أمام مرآة تعكس وجهنا الحقيقي بغية تقويم الاعوجاج وليس وضع المساحيق، التي لن ينتهي عهدها بدون أقلام جريئة تخترق كل القضايا والأحداث بموضوعية، وفتح الباب أمام كل الأطياف بدون تمييز لتوصل صوتها بديمقراطية، ومنح الحق في الاختلاف من خلال نهج سياسة الرأي والرأي الأخر، وإعطاء مساحة دون تدخل لكتاب الرأي مادام ذلك لا يتنافى مع الأخلاق والقيم ولا يتعارض مع الذين الإسلامي الحنيف ومصالح الوطن وتوابته، وممارسة دورنا كسلطة رابعة بكل ما تعنيه الكلمة بثقلها من خلال الدفاع عن الحقوق المشروعة والقضايا العادلة، وهذا ليس خيارا بل أمرا مفروضا علينا لكوننا سنقدم أعز ما نملك، ثقة القراء التي لم نحصل عليها من فراغ، و لأننا أبناء هذه المرحلة من التاريخ، ولا يمكننا إلا الانخراط في كل إيجابياتها  كقيمة حقيقية مضافة تخدم حرية الرأي والتعبير وتخدم الحق في الوصول إلى المعلومة.

وحتى نزيل أي غموض ونوضح الأمور ونحن في أول خطوة من مسيرة الألف ميل التي بدون أي شك ستكون مفروشة بالأشواك، التي نثق في قدراتنا الحرفية والفكرية على أن نحولها إلى ورود فـ “خبر خريبكة” الشاملة التي تتجدد على مدار الساعة، ليست لسان حال أي جهة كيفما كان فكرها وتوجهها، بل هي منبر إعلامي مستقل و صوت الجميع غايته وهدفه، هو الانخراط الفعلي في تنمية هذا الإقليم والجهة، مع الانفتاح على كل جهاتنا ومنحها حقها في إيصال صوتها، بحياد لن ينحاز إلا للحقيقة مع التذكير أننا سنلتزم بخلق مساحات جد واسعة للمستضعفين، الذين سدت في وجوههم أبواب المسؤولين بكل رتبهم من أجل إيصال صوتهم وشكاياتهم سواء كانت مكتوبة أو مسموعة حتى يكون لجميع الفئات الاجتماعية الحق فإبلاغ تظلمها وهذه أمانة سنحملها على عاتقنا.  

  نجدد العهد على أن نكون بكم، قيمة مضافة في المشهد الإعلامي الإلكتروني، وأن يترك هذا الموقع الجديد، بصماته في كل المجالات، وأن نجتهد كي نجمع في موقعكم ما تفرق في غيره من أجل البلاد والعباد ومن أجل الانتصار لصالح العام وعلى درب النجاح نلتقي.