نقابة الصحافة المغربية تبرز تناقضات الجزائر


خبر خريبكة:

قالت النقابة الوطنية للصحافة المغربية، إنها اطلعت على مضمون رد وزارة الاتصال الجزائرية على البيان الذي أصدرته النقابة عقب منع صحافيين مغاربة من تغطية أشغال القمة العربية التي انعقدت بالجزائر، و تعرضهم إلى الاحتجاز و الاستنطاق و مصادرة تجهيزات و معدات العمل و تجريدهم من صفتهم المهنية.

و أضافت النقابة، في بلاغ لها، أنها تجدد التأكيد على دقة و صحة المعطيات المضمنة في بلاغها، و تعرب عن استهجانها للمبررات التي ادعتها وزارة الاتصال الجزائرية في بيانها، و التي تكشف مرة أخرى ضعفها، كما تعكس الإرادة المتأصلة لدى السلطات الجزائرية في استهداف وسائل الإعلام المغربية و الصحافيين المغاربة.

و في هذا الصدد تحرص النقابة الوطنية للصحافة المغربية على تقديم التوضيحات اللازمة لتفنيد ادعاءات وزارة الاتصال الواهية.

و أشار البلاغ، إلى أن البيان يدعي أن الوفد الإعلامي المغربي الذي وصل إلى البلاد لتغطية القمة العربية لم يقدم طلبا للحصول على الاعتماد في الآجال المحددة، و الحال أن الصحافيين المغاربة المعنيين قدموا طلبات الاعتماد قبل شهر كامل من موعد انعقاد القمة ولم يتلقوا أي جواب، و يحدث في مناسبات كثيرة حينما يتعذر على الصحافيين الحصول على الاعتماد لسبب من الأسباب، فإن الجهة المحتضنة تبدي ليونة في تسهيل عمل الصحافيين، إذا كانت فعلا تتمتع بثقافة حقوقية و مهنية خالصة.

و بعدما أكدت النقابة أن “التضييقات التي طالت الصحافيين المغاربة وصلت حد الاحتجاز بالمطار و إخضاعهم لاستنطاقات أمنية و معاملة سيئة”، تساءلت عن علاقة هذه الممارسات القمعية بالحصول على الاعتماد من عدمه، وما إذا كان عدم الحصول على الاعتماد يتطلب ويستوجب كل هذه التصرفات الأمنية المتخلفة.

و أشارت النقابة الوطنية للصحافة المغربية  إلى أنها تسجل التناقض الصارخ في بيان الوزارة، ذلك أنه يعترف و يقر من جهة بأن الصحافيين المغاربة حلوا بالجزائر بدافع تغطية فعالية القمة العربية، و في الوقت نفسه ينفي عنهم هذا الهدف بالإنكار.

و ورد ضمن البلاغ، أن وزارة الاتصال الجزائرية، لم تخجل في التذكير بما تعرض له الوفد الإعلامي المغربي من استنطاق و احتجاز و ترحيل من التراب الجزائري، و الذي كان قد تنقل إلى هناك خلال شهر يونيو الماضي لتغطية ألعاب البحر الأبيض المتوسط، و اعتبرت أن الأمر ‘لا يعدو كونه محاولة فاشلة للتشويش على ما يتحقق في الميدان’؛ بينما الحقيقة التي لا يمكن التستر عليها أن تكرار وقائع استهداف الصحافيين المغاربة من طرف السلطات الجزائرية فوق التراب الجزائري في جميع الأحداث التي تحتضنها الجزائر يؤكد تعمد الاستهداف و الاستفزاز و الإساءة.

و في هذا السياق، أضاف بلاغ النقابة، “يحق التساؤل حول حرص السلطات الجزائرية على استهداف الصحافيين المغاربة وحدهم دون سواهم في جميع الأحداث التي تحتضنها الجزائر”.

و قالت النقابة الوطنية للصحافة المغربية، إن الصحافيين المغاربة لا ينتظرون من وزارة الاتصال الجزائرية و لا من غيرها دروسا و نصائح في ما يتعلق بالشروط القانونية و الإجرائية المطلوبة في طلبات اعتماد تغطية الأحداث و الوقائع، و يشهد مسارهم المهني في تغطية أحداث و وقائع إقليمية و جهوية و دولية عن روح الانضباط و الوعي و المسؤولية، و غريب فعلا أن يقتصر مبرر عدم الحصول على الاعتماد على أحداث تنظم في الجزائر وحدها دون غيرها من عشرات الدول التي تحتضن أحداثا عالمية وازنة و يشارك الصحافيون المغاربة في تغطيتها بمهنية عالية جدا.

و جاء في ختام البلاغ، أن النقابة الوطنية للصحافة المغربية تعبر عن استهجانها لمضمون بيان وزارة الاتصال الجزائرية، الذي حاول تبرير ما لا يبرر، و تؤكد بما لا يدع مجالا لأدنى شك أن ما تعرض له الصحافيون المغاربة بمطار الجزائر من احتجاز و استنطاق كان تصرفا مقصودا و متعمدا و مخططا له من طرف الحكومة الجزائرية، و هو بذلك عمل مدان يكشف عن ضيق كبير تشعر به الحكومة الجزائرية إزاء الصحافيين المغاربة و وسائل الإعلام المغربية، و ينم عن استعداء خطير لحرية الصحافة والتعبير و النشر و الحق في الحصول على المعلومة، و أنه سلوك رديء يندرج في سياق التدابير و الإجراءات الكثيرة التي اتخذتها الحكومة الجزائرية من جانب واحد لاستدامة تأزيم العلاقات المغربية الجزائرية.