خريبكة تفتتح ستار العرس السينمائي الإفريقي وتكرم أحد كبار الفن السابع بالقارة السمراء
خبر خريبكة – حمزة جديد
إنطلقت مساء السبت 16 يوليوز بالمركب الثقافي بعاصمة الفوسفاط فعاليات الدورة التاسعة عشر لمهرجان السينما الإفريقية الذي يتواصل إلى غاية يوم السبت 23 يوليوز، و المنظم من طرف مؤسسة مهرجان السينما الإفريقية تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس بدعم من المركز السينمائي المغربي و المجمع الشريف للفوسفاط و مجلس جهة بني – خنيفرة و عمالة إقليم خريبكة و الجماعة الحضرية للمدينة و الخطوط الملكية المغربية.
وقد حضر حفل الإفتتاح كل من عبد اللطيف الشدالي عامل إقليم خريبكة، محمد الضرضوري والي جهة بني ملال – خنيفرة، إبراهيم مجاهيد رئيس جهة بني ملال – خنيفرة، الحسين البولحياوي مدير موقع خريبكة للمجمع الشريف للفوسفاط، لحسن حداد وزير السياحة و برلماني عن الإقليم، الشرقي الغلمي رئيس المجلس الجماعي لخريبكة، نور الدين الصايل رئيس المركز السينمائي المغربي، إلى جانب مجموعة من الوجوه السينمائية المغربية و القارية المرموقة، وكذا عدد من وسائل الإعلام المحلية والوطنية والدولية بإختلاف تخصصاتها.
واستهل حفل الإفتتاح بكلمة رئيس المجلس الجماعي “الشرقي الغلمي” الذي رحب بضيوف التظاهرة ونوه بمؤسسة المهرجان على الجهود الدؤوبة المبذولة من طرف القائمين عليها من أجل ضمان نجاح وإستمرار هذا الملتقى الناجح الذي أصبح يشكل لبنة أساسية لمدينة خريبكة كجسر ثقافي ومحطة مضيئة للتنشيط الثقافي والتواصل بين الفن السابع و عشاقه من جهة وبين السينمائيين الأفارقة فيما بينهم من جهة أخرى، كما أكد “الغلمي” أن مهرجان السينما الإفريقية بخريبكة يساهم في الرفع من منسوب العلاقات المغربية الإفريقية إلى جانب القطاعات الأخرى إنسجاما مع التوجهات الرائدة لعاهل البلاد في تعزيز العلاقات المغربية الإفريقية على جميع المستوايات الثقافية والسوسيو إقتصادية، كما ناشد القائمين على تنظيم هاته التظاهرة القارية من أجل ترسيخ ثقافة سينمائية مستدامة من خلال التكوين المستمر لشباب المدينة المهتم بالمجال السينمائي والثقافي، وضمان إستمرار الورشات السينمائية التي تنظم خلال كل دورة وكذا عرض أشرطة سينمائية متنوعة طيلة السنة،
وعبر كذلك على طموح المجلس الجماعي في أن يصبح هذا المهرجان غير محدد بالزمن وأن تنظم أنشطة ثقافية وسينمائية مستمرة طيلة السنة وفقرات متنوعة بمزيد من الأفلام والأشرطة القادمة من ثقافات إنسانية إضافة إلى أنشطة موازية بكافة أرجاء المدينة مع تنظيم قافلة سينمائية متنقلة للجماعات المجاورة، كما عبر عن أمله في أن تساهم في الدورة المقبلة 40 دولة إفريقية بدل 12 دولة المشاركة حاليا مع الحرص على تعزيز و نسج علاقات قوية ومتينة مع الدول الإفريقية إنسجاما مع ما تنهجه بلادنا في التركيز على علاقة جنوب جنوب خاصة وأن المغرب يشترك مع إفريقيا في العديد من القواسم المشتركة كالدين والطبيعة الإقتصادية والبشرية والحضارية.
كما تميز إفتتاح المهرجان بتكريم السينما التونسية من خلال المخرج والناقد السينمائي “طاهر شريعة” أحد أبرز الأسماء الخالدة في مجال السينما والذي عرف بعشقه للقارة السمراء والدفاع عن صورتها بكل تجلياتها، وبهاته المناسبة تم عرض الشريط الوثائقي “طاهر شريعة تحت ظلال الباوباب” لمخرجه محمد شلوف، و يقدم الشريط نبدة عن حياة “طاهر شريعة” الذي يعتبر الأب الروحي للسينما التونسية والإفريقية والناقد والكاتب السينمائي المؤسس لمهرجان أيام قرطاج السينمائية سنة 1966 وأيقونة السينما الإفريقية في تعددها وتنوعها،و في نفس السياق قدم نور الدين الصايل رئيس مؤسسة مهرجان السينما الإفريقية بخريبكة الدرع التذكاري “لقيصر شريعة” إبن السينمائي التونسي الراحل.
كما تم تقديم لجنة تحكيم المسابقة الرسمية، التي يرأسها المفكر والسنيمائي الفرنسي “إدغار موران” وتضم في عضويتها كل من المنتجة السنيمائية الإيطالية “سيركني روسانا” والمخرج المغربي “ياسين فنان” والممثلة البوركينابية “ميمونة أنداي” والمخرج “ماما كيتا” من غينيا، والصحافية التونسية “هدى العامري”، والصحافية المغربية “عائشة اكلاي”.
وتعرف الدورة الحالية للمهرجان الإحتفاء بالسينما الإثيوبية، و مشاركة 15 فيلما في المسابقة الرسمية تمثل 12 دولة إفريقية و هي إثيوبيا وتونس والجزائر ومصر ورواندا ونيجريا وساحل العاج وبوركينافاسو والبنين ومالي وغينيا إضافة للبلد المنظم المغرب، وستتنافس على مختلف جوائز المهرجان أفلام “سقط القمر” لمخرجه لكايتيفوفانا من غينيا،و “الحمل” ليارد زيلكيمن من إثيوبيا، و”غير آسف” لجاك طرابي من ساحل العاج، و”طريق إسطنبول” لرشيد بوشارب من الجزائر، و”قصر الدهشة” لمختار العجمي من تونس، و”ثورتي..طردت بن علي” للمخرج التونسي رمزي بن سليمان، و”أغراض الهائم التائه” لكيفونروهورا هوزا من رواندا، و”قبل زحمة الصيف” لمحمد خان من مصر، و”مونة” لانطونيوايجو أبواهمن نيجيريا، و”بنت أمها” لكارين بادو وأرمين سوادوكو من بوركينافاسو، و”جوع كلبك” لهشام العسري من المغرب، و”فداء” لإدريس اشويكة من المغرب، و”مسافة ميل بحذاء” لسعيد خلاف من المغرب، و”رسالة زون جين..اوو لوبا” لناهوم روجير وادجاهو سامسون من البنين، و”ظل الجنون” لبوباكر كاكو من مالي.
ويعتبر مهرجان السينما الإفريقية بخريبكة، والذي تأسس سنة 1977 من أبرز مهرجانات الفن السابع في القارة السمراء إلى جانب مهرجان الأقصر للسينما في مصر وفيساكو في بوركينافاسو، و قد لعب مهرجان خريبكة دورا كبيرا في التعريف بالسينما وروادها بإفريقيا خصوصا عبر فقرات التكريمات أو الإستضافة الشرفية لدول القارة.