رالي الصحراوية .. مشعل المرأة المنفتحة والمتضامنة والمضحية في سبيل الآخر


خـــبـــر خريبكة – الداخلة و م ع

(أجرت الحديث : سناء بن حمو)

قالت رئيسة جمعية “خليج الداخلة”، ليلى أوعشي، إن رالي الصحراوية يعد بمثابة مشعل للمرأة الصحراوية المنفتحة والمتضامنة والتي تضحي في سبيل الآخر.

وأضافت السيدة أوعشي، في حديث خصت به وكالة المغرب العربي للأنباء، على هامش منافسات رالي الصحراوية، المقامة بمدينة الداخلة إلى غاية تاسع فبراير الجاري، أن النساء المنحدرات من الأقاليم الجنوبية للمملكة هن مثال المرأة “المنفتحة والمتضامنة والمستعدة للتضحية بالغالي والنفيس في سبيل تقديم المساعدة والعون للآخرين”، مشددة على أن المرأة الصحراوية هي امرأة قادرة على التحدي وبلوغ الأهداف المرجوة.

وأبرزت أن دورة هذه السنة عرفت مشاركة شابات لا يتجاوز عمرهن 22 سنة في هذا الحدث الرياضي التضامني المخصص لنساء ذوات خبرة في الحياة، مسجلة أن الالتقائية التي يوفرها رالي الصحراوية لنساء من مختلف المشارب والأعمار منحت هؤلاء الشابات الفرصة للتشبع بروح التضامن والعيش في ظل التنوع العرقي والثقافي.

وأضافت أن رالي الصحراوية عرف، في دورته الخامسة، مشاركة متنافسات من 13 جنسية مختلفة من بينها بنما وفلسطين وجنوب السودان وليبيريا وغيرها من الدول الإفريقية جنوب الصحراء، فضلا عن فرنسا ومشاركات من الأقاليم الجنوبية للمملكة، مؤكدة أن هؤلاء المشاركات خاضوا غمار هذه المنافسة بشغف كبير للدفاع عن قضية تضامنية.

وذكرت رئيسة جمعية “خليج الداخلة”، المنظمة لرالي الصحراوية، إن عملية انتقاء المشاركات خضعت لمعايير دقيقة وتمت بالعمل مع عدد من الشركاء من قبيل الخطوط الملكية المغربية وشركة “وافا كاش” والبنك الشعبي والشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة والمكتب الشريف للفوسفاط، إلى جانب مؤسسة فوسبوكراع بالأقاليم الحنوبية، مسجلة أن الفرق الفرنسية تقدمت بطلبات تلقائية من أجل المشاركة في هذه المنافسة.

وعلى صعيد آخر، قالت السيدة أوعشي إنها تعشق مدينة الداخلة التي تتواجد بها منذ 13 سنة في إطار تنطيم بطولة العالم في “الكايت سورف”، موضحة أنه تقرر على مستوى جمعية “خليج الداخلة” إطلاق حدث رياضي آخر، وهو سباق الصحراوية، بالمدينة يسلط الضوء على المناظر الطبيعية للمدينة ويسهم في إشعاعها وطنيا وقاريا ودوليا.

وأضافت أن التغطية الإعلامية الوطنية و الدولية التي تحظى بها تظاهرة “الصحراوية” من شأنها تعزيز الإشعاع الثقافي والسياحي لهذه المدينة وتسليط الضوء على قيم التعايش والتسامح التي تترسخ بالداخلة وعلى أرض المغرب كافة، لاسيما وأن مدينة الداخلة تتوفر على طبيعة منقطعة النظير تشمل الصحراء والمحيط والخليج، وكذا على أناس طيبين ورائعين يحسنون استقبال ضيوف المدينة والمملكة ويسهمون في إنجاح هذه التظاهرة الرياضية التضامنية.

وأعلنت، من ناحية أخرى، أنها تعتزم إحداث مؤسسة “الصحراوية”، هذه المؤسسة التي ستتولى رعاية شابات رياضيات ينحدرن من الأقاليم الجنوبية ومولعات بممارسة الرياضة وتقديم الدعم لهن من أجل تحقيق أحلامهن في أن يصبحوا يوما ما بطلات في الرياضات التي يحبونها.

ويعد السباق حدثا متعدد الرياضات، يجمع على الخصوص بين الدراجات والزوارق المطاطية والسباق الليلي، ليقدم بذلك دعوة لتحدي الذات، وكسب التحديات، مع الاستمتاع بالطابع الخلاب لمنطقة الداخلة.

ويعتبر سباق الصحراوية تحديا رياضيا وتضامنيا في الآن ذاته، يمكن المرأة المنخرطة ضمن مبادرة اجتماعية من خوض تجربة غير مسبوقة تجمع بين الرياضة والاكتشاف ضمن موقع استثنائي، مع الانخراط ضمن قضية اجتماعية.

وتشهد الدورة الحالية من رالي “الصحراوية” مشاركة ثمانين متسابقة يشكلن أربعين فريقا من دول مختلفة، من بينها على الخصوص غينيا وكينيا والكاميرون وساحل العاج والرأس الأخضر وفرنسا، إلى جانب متسابقات من الرباط وفاس ومن الأقاليم الجنوبية للمملكة، فضلا عن مشاركات من الجهة الشرقية، يمثلن جمعيات عاملة في مجالات إنسانية متباينة ويشتركن في هدف واحد يتمثل في إيجاد السبيل نحو تطوير حياة الفرد والمجتمع.