خـطـــــــــــــــير… توقف العمليات الجراحية بسبب خصاص في الاطر الطبية والتمريضية بالمستشفى الإقليمي ببنسليمان…


خبر خريبكة : بوشعيب الحرفوي

  لا حديث للساكنة بإقليم بنسليمان إلا عن ضعف الخدمات الصحية بالمستشفى الإقليمي، بسبب نقص في بعض الأطباء المختصين أو لغياب بعضهم المستمر عن مقرات عملهم، وكذا بسبب ضعف وقلة التجهيزات والمعدات الطبية، الشيء الذي جعل المستشفى المذكور عرضة للمشاكل والضغط ومثار سخط وغضب وانتقادات شديدة من طرف المواطنين والمرضى الذين يقصدونه من أجل التطبيب والعلاج.

ومما زاد الطين بلة، عدم وجود الطبيب المختص في التخدير والإنعاش بالمركب الجراحي بالمستشفى الإقليمي، وافتقار هذه المصلحة للأطر التمريضية، حيث اضطر المسؤولون أمام الخصاص المهول في الأطر الصحية إلى عدم برمجة أية عملية جراحية سواء العمليات القيصرية التي تتعلق بالنساء الحوامل أو المتعلقة بالجراحة العامة، وذلك تفاديا لوقوع بعض الحوادث والمشاكل والأخطار التي قد يتعرض لها المرضى في غياب الطبيب المختص في التخدير والإنعاش.

وحسب مصادر صحية، فإن الطبيبة الوحيدة المختصة في هذا المجال بالمركب الجراحي قد تم الترخيص لها للانتقال قصد الاشتغال في مستشفى الشيخ خليفة بالدارالبيضاء، دون أن يتم تعويضها. وهو ما يتنافى و المنهجية المعتمدة من طرف وزارة الصحة في النهوض بأوضاع قطاع الصحة، حيث استغربت نفس المصادر  للمفارقات والتناقضات العجيبة والغربية التي أبانت عنها عملية تدبير شؤون القطاع من طرف الوزارة والمندوبيات االجهوية والإقليمية التابعة لها، إذ تتساءل المصادر ذاتها عن الجدوى من تنزيل مبادرة ” صفر (0) موعد للعمليات الجراحية بالمستشفيات العمومية” والتي تهدف إلى تقليص الفترة الطويلة للمواعيد الخاصة بالجراحة في أفق إنهائها مع نهاية السنة، في ظل اتخاذ قرارات مناقضة لهذه المبادرة من خلال إصدار مذكرة وزارية شهر فبراير الأخير ترخص للأطباء الناجحين في المباريات خاصة المختصين منهم بالالتحاق بمناصبهم دون تعويضهم، مما يعني إفراغ المستشفيات العمومية من الأطباء المختصين؟ وهذا ما ينطبق على المستشفى الإقليمي ببنسليمان، حيث توقفت عملية إجراء العمليات الجراحية بالمركب الجراحي بسبب عدم وجود الطبيب المختص في التخدير والإنعاش، إثر انتقال الطبيبة المختصة في المجال إلى مدينة الدارالبيضاء، علما أن هذا الأخير ( المركب الجراحي) حسب إحصائيات سنة 2018، تجرى به 6 عمليات في اليوم ما بين عمليات جراحية عادية وقيصرية بالنسبة للحوامل، كما أن عدد العمليات الجراحية الكبيرة التي أجريت به خلال نفس السنة وصلت إلى 373 عملية، واستفاد من خدماته الاستشفائية حوالي 2375 مريض بمن فيهم الحوامل. بالإضافة إلى افتقار المستشفى الإقليمي إلى اختصاصات جراحية في الأذن والأذن والحنجرة و العيون، بعد أن قدم بعض الأطباء المختصين في هذه المجالات استقالتهم من الوظيفة العمومية ولم يتم تعويضهم؟ مما دفع بالبعض إلى اعتبار أن المستشفى أصبح في وضعية عطالة.

 ان ما يعرفه المستشفى الإقليمي من نقص وخصاص في التجهيزات الطبية وفي الأطر الصحية المختصة، سيؤدي به إلى السكتة القلبية، خاصة بعد أن تعطلت الخدمات الصحية والعمليات الجراحية بالمركب الجراحي الذي يعتبر هو المحرك الرئيسي لمجموعة من المصالح، ومن ضمنها قسم الجراحة وقسم الولادة و بعض المرافق الأخرى كالمختبر والأشعة والصيدلية. كما أن العاملين بالمستشفى أصبحوا يعيشون تحت ضغط كبير بسبب هذه الوضعية غير السليمة، حيث في غالب الأحيان ما يتم بتحويل المرضى الذين هم مقبلين على عمليات جراحية صعبة إلى المستشفيات المتواجدة بالمدن المجاورة كالمحمدية والرباط والدارالبيضاء، مما يزيد من متاعب ومعاناة المرضى والأسر المرافقة لها، علما أن المستشفى الإقليمي المذكور تستفيد من خدماته ما يزيد عن 243 ألف نسمة وهي تعداد سكان الإقليم.