“لوصيكا” ضحية عشرة أسباب قاهرة رمت به إلى مؤخرة ترتيب البطولة الاحترافية  


 

 

فريق اولمبيك خريبكة

خبر خريبكة :عبد العزيز خمال

 

إذا كان فريق أولمبيك خريبكة لكرة القدم، قد اندحر لمؤخرة ترتيب النسخة الخامسة من البطولة الوطنية الاحترافية، وبأضعف رصيد في مساره بقسم الكبار، حيث اكتفى بثلاثة عشر نقطة خلال مرحلة الذهاب، وبنسبة ضئيلة من الانتصارات، والأكثر تعرضا للهزيمة، وبهجوم باهت ودفاع مهلهل، فإنه راح ضحية عشرة أسباب قاهرة ضاعفت من مشاكله، وأبعدت عناصره عن النتائج الإيجابية، وساهمت في تلقي ضربات موجعة داخل وخارج القواعد، ولتبقى وصافة الموسم الماضي، مجرد ذكرى يستحضرها الجميع للتخفيف من النار التي تسكن القلوب، خوفا من إياب عاصف قد يعيد المجموعة للدرجة الثانية.

 عجلاني (1)

غياب العجلاني شهرا عن “لوصيكا” وبداية التواضع:

 تسبب الغياب الطويل للمدرب التونسي أحمد العجلاني، ولمدة شهر كامل، عن أولمبيك خريبكة، قبل الشروع في الحصص التدريبية استعدادا للموسم الجاري، في بداية التواضع والانحدار لمؤخرة الترتيب، حيث غلب مصلحته المتجلية في قضاء شهر رمضان، وعيد الفطر، بمسقط رأسه، على شؤون فريقه الذي قاده المعد البدني محمد كريم الزواغي، والإطار المساعد محمد اجاي، مما أفقد المجموعة الكثير من التركيز، والانضباط، وحرمها من التطعيم بعناصر وازنة لسد الكثير من مراكز الخصاص، والوقوف بوقة في وجه خصوم البطولة الوطنية الاحترافية، خاصة التعاقد مع أسماء تنتمي للمغرب، وعند التحاقه بخريبكة، كانت فترة التعاقدات تشرف على نهايتها، ولم يتبق منها إلا القليل.

 ست تعاقدات متأخرة لم تجد نفعا خلال الصيف الماضي:

 اضطر أحمد العجلاني، ومعه المكتب المسير لأولمبيك خريبكة، للتعاقد مع ستة عناصر بشكل متأخر، وبرغبة تكميم الأفواه، والحديث عن جلب لاعبين لم يقدموا الإضافة، وظلوا عالة على مجموعة تتنفس تحت الماء، ومصيرها بات معقدا للنجاة من الهبوط لدوري الدرجة الثانية، ويتعلق الأمر بالحارس عبد العالي عدناوي، و زكرياء الثلاثي، من شباب المسيرة، وعثمان البناي، من نهضة بركان، والمالي لاسانا فاني، المفتقد للتنافسية منذ تجربته مع الشعلة السعودي، والمهاجم إبراهيم سوري دياموندي، القادم من أفريكا سبور العاجي، علما أنهم منحوا فرصا عديدة، لكن دون جدوى، ولا فائدة مرجوة منهم.

 تصريحات العجلاني المستفزة والمؤثرة:

 أرخت التصريحات النارية التي أطلقها أحمد العجلاني، سواء قبل بداية الموسم الجاري، أو بعد نيل لقب كأس العرش الثاني في التاريخ، على المجموعة التي تأثرت كثيرا منها، لأنه تحدث عن تراخي وتماطل المكتب المسير في جلب لاعبين حددهم بالاسم قبل التحاقه في عطلة طويلة بالديار التونسية، بدعوى أن أولمبيك خريبكة يمر من أزمة مالية خانقة لا تسمح له بجلب أيوب سكومة، ويوسف الكناوي، ويوسف الزوهري، وعبد الغني معاوي، وقال بأن الوضعية ستكلف الفريق غاليا، ليصدق في قوله لحد الساعة، وأيضا انعدام البنية التحتية، لأن اللاعبين يتمرون بملعب عادل واحد المكشوف والمطل على الشارع، وفي غياب الحماية الضرورية لمرور الحصص التدريبية في أجواء سليمة، زد على ذلك الاغتراب الذي زاد من تفاقم الوضع.

 كثرة التنقلات وقطع المسافات الطويلة:

 يعد أولمبيك خريبكة من الفرق التي قطعت مسافات جد طويلة، وظل مسارها ملتصقا بالتنقل لخوض منافسات كأس العرش، والبطولة الوطنية الاحترافية، سواء عبر الحافلة، أو الطائرة، خاصة حين الاستقبال بتادلة، وبني ملال، ومراكش، وبرشيد، علاوة على التحول صوب مختلف ملاعب التباري بعيدا عن عاصمة الفوسفاط، مما أفقد اللاعبين التركيز، ودب إليهم التعب، والعياء الذهني، وكثرة الإصابات المؤثرة التي ضاعفت من المشاكل، والمعاناة، كما حصل لعثمان البناي، و إبراهيما باكايوكو، ويوسف الجمعاوي، ولتصبح المجموعة لقمة سائغة أمام الأندية الوطنية، سواء داخل أو خارج الميدان.

stade-1-8

 “لوصيكا” ضحية “الاغتراب” عن ملعب الفوسفاط:

 عانى “لوصيكا” كثيرا من التنقل، والاستنجاد بالعديد من الملاعب لاستقبال منافسيه في البطولة الوطنية الاحترافية، والانطلاقة بتادلة، ليحصد الهزيمة بثلاثة لواحد أمام الوداد البيضاوي، وببني ملال، التي شهدت على الهزيمة أمام الفتح الرياضي، و مولودية وجدة، بهدفين لواحد، والمغرب الفاسي بثلاثية، و ببرشيد كان التعثر أمام المغرب التطواني، بهدف، والتعادل بهدف لمثله، أمام الدفاع الحسني الجديدي، علما أن إغلاق أبواب مركب الفوسفاط بخريبكة، يرجع للدورة 26، أمام حسنية أكادير، يوم (السبت) 18 أبريل 2015، والفوز بهدفين لواحد، في انتظار العودة المرتقبة منتصف فبراير المقبل.

 عناصر أولمبيك خريبكة ومشكل الملاعب الاصطناعية:

 رسخ أحمد العجلاني في أذهان لاعبيه، بأنه من الصعب التباري على ملاعب بأرضية اصطناعية، مما ساهم في توالي النكبات، والهزات، والنتائج الباهتة، بدليل أن المجموعة ظهرت بمستويات باهتة، وبصورة مهزوزة، وأنزلت يديها في كثير من المناسبات، خاصة أمام المغرب الفاسي، حيث مرت بجانب هزيمة قاسية، ولم يسبق لها مثيل في تاريخ أولمبيك خريبكة الذي تألق ونشط البطولة الوطنية، وفاز بلقبها خلال موسم (2007/2006)، بقيادة المدرب مصطفى مديح، والرئيس أحمد شاربي، مما عجل بتغيير الملعب البلدي والرياضي بتادلة، والشرفي ببني ملال، والاستنجاد بالأرضية الطبيعية للبلدي ببرشيد، لكن المستويات ظلت على حالها، ولم تتغير ألوان الهزائم والتعادلات.

 كأس العرش كلف “لوصيكا” أربعة هزائم في البطولة:

كلف الفوز بلقب كأس العرش على حساب الفتح الرياضي، يوم 18 نونبر الماضي، بملعب طنجة الكبير، بضربات الجزاء الترجيحية، أربعة لواحد، التعثر خلال أربع مباريات غاية في الأهمية، وتخص منافسات البطولة الوطنية الاحترافية، أمام اتحاد طنجة، والفريق الرباطي، و مولودية وجدة، بهدفين لواحد، والكوكب المراكشي، بهدف دون مقابل، مما ساهم في التقهقر والتراجع المخيف إلى مؤخرة الترتيب، علما أن المجموعة تسلمت المصباح الأحمر بعد الهزيمة أمام “الماص”، عن الدورة العاشرة.

 “لوصيكا” ضحية أوراق حمراء مجانية:

 تأثر مسار “لوصيكا” كثيرا من الأوراق الحمراء المجانية التي صبت في خانة ثلاثة عناصر، حيث كان بالإمكان تفاديها، وعدم الوقوع في شركها، والانطلاقة كانت بالمالي لاسانا فاني الذي قام بالضرب، وبدون مبرر في اتجاه رأس بدر كشاني، أمام إتحاد طنجة (د90)، عن الدورة الخامسة، بقرار من الحكم نور الدين الجعفري، ويوسف عكادي، في مناسبتين، وبنفس الطريقة، أمام مولودية وجدة (د30)، عن الدورة الثامنة، من طرف الحكم توفيق كورار، وأمام شباب الريف الحسيمي (د63)، عن الدورة الحادية عشرة، بقرار من الحكم هشام التيازي، وصولا بأسامة المزكوري، أمام المغرب التطواني، (د88)، برسم الدورة الثانية عشرة، والحكم محمد بلوط.

 هجوم مشلول ودفاع جد متواضع:

 كعادته فشل خط هجوم أولمبيك خريبكة، في تقديم الإضافة، والنيل من الخصوم، ليكتفي بإحراز ثمانية أهداف طيلة مرحلة ذهاب البطولة الوطنية الاحترافية، ثلاثية منها لإبراهيم البزغودي، وهدفان لرشيد تيبركانين، وللمالي مامادو سيديبي، وهدف وحيد من نصيب الإيفواري إبراهيم سوري دياموندي، وآخر للاعب خط وسط الميدان المالي لاسانا فاني، وثلاثية للمدافع الأوسط جواد اليميق، وفيما يخص خط الظهر فقد انهزم خلال 20 مناسبة، ثلاثة عشر توقيعا كان في الشباك بالقواعد، وسبعة بميادين الخصوم، رغم تعاقب الحارس محمد أمين البورقادي، وحمزة معتمد، وعبد العالي عدناوي، عكس الموسم الماضي، حيث ظفر الفريق الفوسفاطي، بلقب أحسن دفاع، (17 هدفا طيلة 30 دورة).

 مقابلة اولمبيك خريبكة و المغرب الفاسي

أجانب “لوصيكا” الأضعف هذا الموسم:

 يتواصل تواضع العناصر الإفريقية خلال الموسم الجاري، بدليل أن الرباعي المتوفر حاليا، لم ينجح في الحفاظ على التوازن، والمساهمة في احتلال مرتبة مشرفة خلال مرحلة الذهاب، لا بل أنهم كانوا عالة على الفريق الخريبكي الذي خفت صيته، وكثر تواضعه، وتعددت إخفاقاته، بدليل أن الإيفواري إبراهيما باكايوكو، تراجع مستواه بشكل مثير للجدل، والمالي مامادو سيديبي، ظل وفيا للتواضع والفشل في هز شباك المنافسين، زد عليه العاجي إبراهيم سوري دياموني، الذي لم يضمن حتى الرسمية، لأنه لاعب عادي جدا، وأيضا المالي لاسانا فاني، واحد من أضعف لاعبي البطولة الوطنية الاحترافية، رغم إشراكه المستمر من طرف أحمد العجلاني، وبالضبط خلال كل المواعيد السابقة.