دعوة لترميم وتثمين التراث المعماري في ندوة بالفقيه بن صالح


DSC_8330

 خبر خريبكة : صلاح شعشوع

تخليدا لليوم العالمي للتراث، احتضن المركب الاجتماعي بمدينة الفقيه بن صالح، يوم 13ماي الجاري،  ندوة في موضوع “القصبة الزيدانية ومجالها –دعوة لترميم وتثمين التراث المعماري بجهة بني ملال –خنيفرة. وبعد الكلمات الافتتاحية ، شهدت  الندوة مجموعة من المداخلات، الأولى للأستاذ. محمد شكري حول موضوع “القصبات بسهل تادلة مقاربة أولية”، والثانية الأستاذ   أحمد قاسمي “القصبة الزيدانية – معمار وتطور” أشار من خلالها إلى أن اختيار موقع القصبة، كان سياسيا يهدف إلى تأمين الطريق،  داعيا إلى ضرورة إيلاء العناية للقصبة والعمل على إنقاذها من الاندثار.

من جانبه، أكد محمد لكلاع في مداخلاته “خصوصية وأدوار القصبة الزيدانية ” أن المعلمة شيدت في عهد السعديين، وقام الأمير زيدان بترميمها، وتحتوي القصبة على  مخزن ودا ر السلطان، إلى جانب مخازن الأسلحة، من جهته أبرز سعيد أنزي في مداخلته “الطقوس والعادات المرتبطة باستعمال الماء بالزيدانية ومحيطها”، أسباب تقديس العميريين للماء، مشيرا إلى بعض تجليات ومظاهر تقديس الماء من زوايا متعددة.

في حين أشار الاستاذ مصطفى عربوش في مداخلته “الأمير زيدان وعلاقته بأعلام المجال التادلي” إلى أن الأمير زيدان اتخذ القصبة الزيدانية عاصمة للمنطقة، مبرزا علاقة الأمير بكل من أحمد بن أبي المحلي وأحمد بن أبي القاسم و امحمد الشرقي. في مقابل خصص الاستاذ محمد بو صالح مداخلته للحديث عن “تجربة مركز صيانة وترميم التراث في ترميم القصبات والقصور والمخازن الجماعية”. وفي كلمة بالمناسبة، أكد محمد بوصليح مدير مركز صيانة التراث المعماري بمناطق الأطلس والجنوب، أن مشاركته في الملتقى العلمي بالفقيه بتصالح، تدخل في إطار التعريف بالتدخلات التي يقوم بها المركز في مجال إعادة الاعتبار وترميم المباني التاريخية، مضيفا أن التراث الذي كان يستعمل في مرحلة من المراحل التاريخية لأهداف غير أهداف اليوم، يمكن أن يصبح قوة وأن يندمج في مجالات متعددة، منها المجال السياحي والثقافي ومجال التنمية المحلية.

من جانبها أكدت سعاد بلحسين منسقة الندوة أن عقد ندوات مماثلة يعتبر تركيزا على أهمية هذه المعلمة التاريخية التي تعكس مجد العمران المغربي في فترة الأوج السياسي المغربي، وفترة الدولة السعدية ،إضافة إلى الشق المادي الذي له أهميته على المستوى الجهوي، والمتمثل في العمارة التي تميز قصبة الزيدانية، والتي تمثل فضاء ومجالا للذاكرة ،مضيفة أن المعلمة ليست بناية فحسب أو عمارة صامتة ،بل توجد داخل جدران المعلمة ذاكرة قوية، وحكايات وأعراف للساكنة المحيطة بالقصبة، والتي تعتبرها رمزا للهوية والانتماء. 

من جانبه أكد الاستاذ محمد العاملي في مداخلته حول “القصبة الزيدانية ومجالها-المقاربة الإتنوأركيولوجية” أن المعلمة يرجع تاريخ تأسيسها إلى عهد السعديين، على اعتبار أنها شكلت معقلا من معاقل المقاومة، ومقرا للحكم بتادلة، مبرزا أن القصبة تعرضت للنسيان ما يستوجب ضرورة إيلاء الاهتمام والعناية به، باعتبارها ذاكرة  تاريخي وتراثا ماديا ورمزيا لا بد من الاعتماد عليه في المقاربات التنموية المرتبطة بالسياحة الثقافية .

يشار إلى أن الملتقى المنظم من قبل  جامعة السلطان مولاي سليمان وكلية الآداب والعلوم الإنسانية ببني ملال وطلبة تكوين الدكتوراه بشراكة مع المديرية الجهوية للثقافة والمجلس الإقليمي للفقيه بن صالح، والجمعية الجهوية للتراث والتنمية، وجمعية الزيدانية للثقافة والتنمية الاجتماعية، اختتم بتقديم مجموع من  التوصيات، وزيارة ميدانية لقصبة الزيدانية.