قرار ترحيل حوالي 21 أسرة من مدينة بنسليمان إلى بوزنيقة يثير ردود أفعال متباينة


خبر خريبكة:بوشعيب الحرفوي

أثار القرار الذي صادق عليه المجلس الجماعي لمدينة بنسليمان خلال دورة فبراير الجاري والقاضي بترحيل حوالي 21 أسرة من مدينة بنسليمان إلى مدينة بوزنيقة انتباه واستغراب العديد من المهتمين والمتتبعين للشأن المحلي، ودفع بالبعض إلى طرح تساؤلات عديدة حول حيثيات ودوافع هذا القرار خاصة أن الاتفاقية التي على إثرها تمت المصادقة على قرار الترحيل مبرمة ما بين المجلس البلدي وشركة معروفة تنشط في مجال العقار والتجزئات السكنية؟

 الأسر المعنية بقرار الترحيل هي التي تقطن بدور الصفيح فوق أرض تابعة لأملاك الدولة قرب التعاونية الفلاحية ” الحسنية” وبجوار منطقة الأنشطة الصناعية لمدينة بنسليمان. وحسب بعض المصادر الجماعية فإن القطعة الأرضية موضوع الترحيل تم تفويتها لشركة العمران في إطار الاتفاقية المبرمة مع المجلس البلدي قصد تتمة الشطر الثاني من المنطقة الصناعية، حيث أن البلدية ملزمة بإخلائها من القاطنين بها، خاصة أن المتضررين سبق وأن اتخذ في حقهم حكم الإفراغ بناء على دعوى قضائية تقدمت بها الشركة المذكورة، وفق نفس المصادر. مما اضطر المجلس البلدي إلى إيجاد حل من خلال مصادقته على قرار الترحيل ومنح تعويضات للمتضررين، اعتبرها البعض أنها هزيلة تصل إلى 40000 درهم للأسرة الواحدة مع إدماجهم في  السكن الاقتصادي الذي تبلغ تكلفته المالية 140000 درهم للشقة الواحدة بإحدى التجزئات السكنية بمدينة بوزنيقة وهو ما يعني أن الأسر المعنية بالتنقيل مضطرة لدفع  مبلغ إضافي يصل إلى 100000 درهم، قصد الاستفادة من السكن. مما سيثقل كاهل هاته الأسر خاصة إذا علمنا أن غالبيتها أسر فقيرة ومغلوبة على أمرها.

 القرار المشار إليه خلف ردود أفعال متباينة بين المتتبعين والمهتمين لتدبير الشأن المحلي، فإذا كانت فئة وهي قليلة اعتبرت  القرار إيجابيا لكون المعنيين سيستفيدون من سكن لائق، فإن الفئة الثانية وهي الغالبية استغربت من عملية تنقيل هؤلاء إلى مدينة بوزنيقة، لكون البعض منهم مرتبط بمصالح وأعمال بالمدينة الأصل بنسليمان التي يقطن فيها حاليا، نفس الشيء يمكن أن يقال عن أبنائهم الذين يتابعون دراستهم بالمؤسسات التعليمية المتواجدة بنفس المدينة، الشيء الذي اعتبرته هذه الفئة قرارا جائرا وظالما لكون الأسر المعنية بالترحيل ستجد نفسها مضطرة لمواجهة المصير المجهول في تدبير شؤون حياتها، بعد أن أصبحت مجبرة على دفع مبالغ مالية مكلفة وفوق طاقتها لصاحب المشروع السكني بمدينة بوزنيقة، كما أنها بعد الترحيل ستكون مضطرة إلى البحث عن عمل لتوفير مصاريف وتكاليف الحياة والمعيشة اليومية، وكذا البحث عن تمدرس أبنائها بالمدارس القريبة من السكن الجديد، فكان من الأجدر على المسؤولين بالسلطات وبالمجلس البلدي، تضيف المصادر ذاتها، إدماج تلك الأسر في السكن الاقتصادي بالمشروع السكني الذي تملكه نفس الشركة أي “شركة العمران” الذي يتواجد فوق البقعة الأرضية التي كانت مخصصة ل”سوق الأربعاء” بمدينة بنسليمان والذي يضم حسب نفس المصادر 360 شقة للسكن الاقتصادي عوض إجبارهم على إخلاء المكان والمدينة التي ألفوها وبها نشأ وترعرع أبناؤهم.