كيف و متى تمارس أنشطتك الرياضية في رمضان… زمن انتشار كورونا؟


ممارسة الرياضة مع التأمل يساعدانك على التخلص من الاكتئاب | المصري ...

خبر خريبكة: صلاح شعشوع

تعتبر ممارسة الرياضة بشتى أنماطها، طريقة من بين الطرق الفعالة في بناء الصحة الجسمية و النفسية للفرد، كما يمكن اعتبارها وسيلة ناجعة في علاج الكثير من الأمراض المزمنة، ناهيك على أنها طريقة مثلى للحفاظ على الذاكرة، و زيادة الثقة في النفس و تقوية نشاط الجسم، إضافة إلى كونها متعة وترفيها.

و تختلف طرق ممارسة الرياضة من شخص إلى آخر، باختلاف الأهداف التي تمارس من أجلها، و الرياضة بشكل عام تختلف من حيث طريقة أدائها حسب نوعية النشاط المستهدف، غير أن المشكل الكبير و المعضلة الكبرى في اختيار وقت ممارسة الرياضة، خلال شهر رمضان،  الذي تزامن  مع فترة الحجر الصحي المفروض، جراء تفشي فيروس  “كورونا”.

بناء على ما سبق، هل ينصح بممارسة التمارين الرياضية، قبل أو بعد الإفطار؟  و كيف  تتم  ممارستها تزامنا مع انتشار الفيروس ؟ جوابا لما سبق،  و توضيحا للقراء و المتتبعين، و المهتمين بالحقل الرياضي، قال حسن حاجي، أستاذ و باحث في مادة التربية البدنية و الرياضة، في اتصال أجرته معه جريدة “خبر خريبكة”، أن مجموعة من الدراسات و الأبحاث التي أجريت في الميدان، أفادت  أن ممارسة الرياضة قبل الإفطار، تساعد بشكل كبير الجسم، للتخلص من السموم و فقدان الوزن الزائد (الكتلة الذهنية و ليس الكتلة العضلية)، بمعنى أن الرياضة تساعد كثيرا على حرق الدهون المخزونة في جسم الإنسان، علاوة على أن لها أثرا إيجابيا على الجهاز الهضمي، كما  تساعد التمارين الرياضية قبل الإفطار في زيادة كفاءة الكبد،  و تنسيق عملية الأكسدة و إنتاج الطاقة.

و أضاف الأستاذ الباحث، أن من إيجابيات ممارسة الرياضة قبل الإفطار خلال شهر رمضان، زيادة كفاءة الجهاز الهضمي، خاصة أن المائدة الرمضانية تحتوي على مأكولات غنية بالدهون و السكريات، ما يؤثر سلبا على الجهاز الهضمي للجسم.

في المقابل، قد يشتكي البعض من التعب و الإرهاق أثناء ممارسة الرياضة قبل الإفطار، و يرجع ذالك بالأساس إلى الأخطاء التي يرتكبها البعض عند ممارسة هاته التمارين الرياضية،  فمزاولة  الرياضة خلال  الفترة الزوالية، لا ينصح به على الإطلاق، خصوصاً أثناء ارتفاع درجة الحرارة، حيث ينتج عنه الشعور بالعطش و فقدان الجسم لمجموعة من السوائل،  و بالتالي الإصابة بالجفاف، الذي قد يؤدي أحياناً إلى الإغماء. و تشير الأبحاث،  يضيف ذ .حسن حاجي، إلى جدوى ممارسة الرياضة قبل الإفطار بساعة واحدة، خلال مدة لا تزيد عن أربعين دقيقة كحد أقصى، علما أنه لا ينصح بممارسة بعض التمارين العنيفة التي قد تؤدي إلى الإرهاق الشديد، بل يستحسن  ممارسة بعض التمارين الخفيفة كالمشي، تمارين شد البطن ، و الجري الخفيف.

و أكد الأستاذ حسن حاجي قائلا، أن شهر رمضان تزامن مع فترة الحجر الصحي، جراء تفشي فيروس “كورونا”،  فإنه ينصح بممارسة التمارين الرياضية بشكل انفرادي داخل المنزل، و الحرص على اختيار النشاط الرياضي الذي لا يتطلب مساحة كبيرة، و تحتوي على كمية مهمة من الأكسجين، تضمن ممارسة هذه التمارين الرياضية بشكل صحي و سليم .

و أضاف الأستاذ الباحث، أن  المواظبة على ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم و مدروس، يقوي كفاءة المنظومة المناعية، و تصبح أكثر قدرة على مواجهة فيروس “كورونا” المستجد، علما أن الرياضة تحفز المناعة على إنتاج المزيد من كرات الدم البيضاء، و تساهم في طرد السموم من الجسم، و تعمل على تحسين عملية تدفق الدم المحمل بالأكسجين، إلى جميع أعضاء الجسم. و في حال اختيار ممارسة الرياضة بعد الإفطار، فينصح بأدائها ساعتين بعد الإفطار،  لأن الأكسجين، و الدم يتجهان مباشرة إلى المعدة،  من أجل تسهيل عملية الهضم، كما ينصح بشرب كميات مهمة من الماء لكي يستعيد الجسم توازنه و نشاطه.  

و شدد الأستاذ الباحث، على إيلاء الأهمية الكبرى للتمارين الخفيفة (التسخينات)،  قبل ممارسة أي نشاط رياضي، باعتبارها مسألة أساسية و ضرورية لتفادي الإصابات، و الآثار الجانبية على الكتلة العضلية، معتبرا الشعور بالتعب الشديد و الإرهاق أثناء ممارسة التمارين الرياضية،  سواء قبل الإفطار أو بعده، أمرا شبه عادي، و يختلف من شخص لآخر حسب حالته الصحية، و قدراته البدنية، داعيا خلال الشعور بالتعب المفرط، و الإرهاق الشديد جدا، إلى استشارة الطبيب المختص، بهدف تفادي أي مضاعفات أخرى.